رضوان لمصرف يحن إلى مهرجان طنجة في رسالة مشفرة إلى عبد السلام بوطيب

رضوان لمصرف يحن إلى مهرجان طنجة في رسالة مشفرة إلى عبد السلام بوطيب
في تدوينته عبر صفحة فيسبوك، نشر رضوان لمصرف، رئيس منتدى بدائل المتوسط، تدوينة تحمل في طياتها رسالة مشفرة إلى مهرجان الذاكرة المشتركة السينمائي بالناظور، والذي ينظمه مركز الذاكرة المشتركة والسلم والديمقراطية تحت شعار السلم والانتقال الديمقراطي والعدالة الانتقالية وغيرها من المصطلحات والمفاهيم ذات الأبعاد الفكرية والمرجعية المتعددة .

وهذا نص التدوينة

نفتقد مهرجان أوربا الشرق للسينما الوثائقية كثيرا

لعل من تصله هذه الكلمات سيفكر فيها ..

إنطلق مهرجان أوربا الشرق من مدينة أصيلة ،شمالي غربي المغرب، لينتقل تنظيمه بعد ذلك إلى مدينة طنجة أقصى شمال البلاد، من طرف نخبة سينمائية تجمع في تكوينها بين المعرفة النظرية (الشق الأكاديمي ) والصناعة السينمائية (الشق الميداني).

وُلِدَ المهرجان كبيرا وظل كبيرا بقيمه وطموحاته وأفكاره ورؤاه، لقد كان ملجأً حقيقيا لكل عشاق هذا اللون الفني الأنيق، وملتقى فنيا لنخبة سينمائية مثقفة، واعية تحكمها الأخلاق والأفكار والجودة والكفاءة.

لقد أسس المهرجان لأرضية حوار سينمائي بين أوربا والشرق، و استطاع أن يصنع لنفسه هوية فريدة تنطلق من “صناعة الصورة” لتحلق عاليا في عالم الفن الفسيح بأفلام وثائقية رائعة تربط الحضارات والثقافات في تناغم فريد.

تشرفت بحضور، النسخة الخامسة، آخر نسخة للمهرجان، وتعرفت خلالها على شخصيات وأسماء ما زالت تربطني بهم علاقات صداقة متينة، وأتواصل مع معظمهم حول جديد الصناعة الفيلمية والثقافية ومستجدات الساحة الفنية، ولا أخفي أبدا أن مهرجان أوربا الشرق كان بالنسبة لي محطة جديدة أكتشف من خلالها جزء من العالم وجزء من الذات وأكتشف أيضا شغفا وحبا للفيلم الوثائقي لم أنتبه له من قبل. لن أنسى مهرجان أوربا الشرق لأنه المهرجان الوحيد الذي لمست فيه احتراما واسعا للجمهور، وهو المهرجان الوحيد الذي تأسس على أرضية فكرية وفنية قوية فرضت نفسها بقوة العرض السينمائي وجودته العالية. أتأسف كثيرا لأنني لم أحضر فعاليات المهرجان منذ بدايته لأن ظروف الدراسة والإمتحانات حينها حالت كثيرا دون ذلك. أجواء المهرجان كانت عائلية بامتياز بمجرد أن تلتحق بركب المهرجان تشعر وكأنك بين أهلك وأفراد عائلتك.

أتمنى أن يعود مهرجان أوربا الشرق إلى الواجهة من جديد، من أجل محاولة إعادة المعنى إلى العرض السينمائي وإعادة الوهج إلى الحياة الفنية الأخلاقية، بعيدا عن النذالة والسقوط الأخلاقي الذي يصاحب الكثير من المهرجانات (السينمائية) من فوضى وقلة حياء وضعف كبير في المهنية. ولعل من سيقرأ هذه الكلمات، في هذا الظرف، سيفهم جيدا ما أقصده. إننا في لحظة حرجة تحتاج إلى تفكير استراتيجي جديد نعيد فيها ترتيب المعاني الأولويات وننطلق من جديد لمعالجة مشاكلنا بحكمة وصواب وتؤدة بعيدا عن الحزازات والغوغائية و سماكة الحناجر ورفع الأصوات.

وتحية إجلال وإكبار لكل ناشط ثقافي ومدني شريف يدرك طبيعة التحديات التي تواجه الإنسانية ويشتغل بذكاء وحصافة رأي، بإعمال العقل ودعوة البيان، من أجل الدفع بعجلة الرقي والتنوير إلى الأمام وترميم ما يجب ترميمه، أما من يتحدى البعد الأخلاقي ويعادي إنسانية الإنسان، ولا يشغَلُ بالَهُ إلا هدمُ أطلالِ وجهِ ومادةِ العُمران، فمثلُ عملهِ كالزبد يَذْهَبُ جُفَاءً وحسابه على الله.

(الصورة أسفله من فعاليات مهرجان أوربا الشرق بطنجة / شمال المغرب. سنة 2017 )


www.nador24.com

Post a Comment

أحدث أقدم