تيلي ناظور / متابعة
تشهد جماعة بني أنصار حالة من التوتر والقلق على خلفية عدم تجديد رخصة الاستيراد المؤقت للملابس المستعملة لشركة «الكرامة روسيكلاج» من قبل وزارة التجارة والصناعة، مما يهدد بفقدان أكثر من 1000 عامل وعاملة لمصدر رزقهم.
وتعد الشركة، الأكبر في المنطقة، وتلعب دورا حيويا في توفير فرص العمل لأبناء المنطقة، الذين كانوا يعتمدون سابقا على «التهريب المعيشي» من مليلية المحتلة، قبل إغلاق الحدود وفرض التأشيرات على سكان إقليم الناظور.
من جهتها، أعربت جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان عن «قلقها العميق على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة للعاملين في الشركة، إذ أن احتمالات تقليص العمل أو إغلاق الشركة تؤدي إلى ضغوط نفسية كبيرة عليهم»، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن هذه الشركة تم إنشاؤها بناء على اتفاقية شراكة رباعية بين ولاية جهة الشرق وعمالة الناظور وجهة الشرق وشركة «الكرامة روسيكلاج»، بهدف توفير فرص عمل للفئات الهشة التي كانت تعمل في القطاع غير المنظم.
وقالت الجمعية نفسها إن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعرفه جماعة بني أنصار، بعد إغلاق الحدود مع مليلية المحتلة، تسبب في هجرة ما يقارب 25 في المائة من سكانها، ما جعل «الكرامة روسيكلاج» الملاذ الوحيد لعدد كبير من العمال والعاملات في المنطقة، إذ تشغل حوالي 850 عاملا، وقد يرتفع العدد إلى ألف في فترات ذروة الإنتاج، معتمدة بشكل كبير على اليد العاملة النسائية.
وأوضحت الجمعية أنه رغم هذه الظروف، لم تصدر أي بيانات تطمين من الجهات المعنية، مثل ولاية جهة الشرق أو عمالة الناظور، ما أثار تساؤلات حول دور هذه المؤسسات في تنسيق الجهود للحفاظ على استمرارية الشركة وحماية العمال.
وأدانت الجمعية ما وصفته بسياسة «المماطلة والتسويف» في منح الترخيص، محذرة من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة، وداعية السلطات إلى التحرك العاجل لضمان حقوق العمال وتنفيذ الاتفاقية وفق مبادئ حقوق الإنسان، مؤكدة، في الوقت نفسه، أن الشركة ما زالت تلتزم بصرف أجور العمال ودفع مستحقاتهم تجاه الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، مما يعكس التزامها بالدعم الاجتماعي للفئات الهشة رغم التحديات. وقالت:»في ظل هذا الوضع المتأزم، تظل التساؤلات قائمة حول قدرة السلطات على التحرك بشكل عاجل للحفاظ على التوازن الاجتماعي في بني أنصار وضمان استمرارية هذه الشركة الحيوية».
إرسال تعليق