يخبرك هاتفك كل صباح أنه يجب عليك المشي 10 آلاف خطوة ليحتفل معك، وتحيط بهذا الرقم هالة من الأهمية وكأنه سر الحياة الصحية. في الواقع، كان الهدف من 10 آلاف خطوة قد نشأ من حملة تسويقية يابانية تم إطلاقها بعد دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964، حيث كانت هناك زيادة في الاهتمام باللياقة البدنية في اليابان، وتهدف الشركات للاستفادة من هذا الاهتمام. إحدى هذه الحملات كانت تتعلق بمقياس الخطوات الذي أنتجته شركة يابانية يُسمى “مانبو-كي”، والذي يعني حرفيًا “عداد العشرة آلاف خطوة”. لكن هذا الرقم لم يكن يعتمد على أبحاث علمية. وبالتالي يطرح السؤال: كم خطوة يجب أن نمارسها يومياً؟ هل نحتاج للمشي أكثر أم أقل من ذلك؟
7500 خطوة قد تحميك من الاكتئاب
أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة كاستيا لا مانشا الإسبانية أن 7500 خطوة يوميًا قد تكون كافية لتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة “جاما نيتوورك أوبن” في 16 ديسمبر الجاري. وفقًا لهذه الدراسة، يرتبط المشي أقل من 5 آلاف خطوة يوميًا بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، في حين أن الذين يمشون 7500 خطوة يقل لديهم خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 42%. كما أظهرت النتائج وجود علاقة قوية بين زيادة عدد الخطوات اليومية وتقليل أعراض الاكتئاب.
تعتبر الاضطرابات النفسية المتعلقة بالاكتئاب من أكثر الأمراض انتشارًا، حيث تؤثر على أكثر من 330 مليون شخص حول العالم، وتُعد من الأسباب الرئيسية التي تؤثر على الحياة اليومية للأفراد من مرحلة البلوغ المبكر إلى الشيخوخة. في هذه الدراسة، تابع الباحثون الدراسات التي استخدمت أجهزة قياس الحركة (مثل عدادات الخطوات والهواتف الذكية) لتتبع عدد الخطوات التي يمشيها المشاركون، مع تشخيص الاكتئاب أو أعراضه، والتي شملت 33 دراسة تناولت نحو 100 ألف بالغ.
أي شيء أفضل من لا شيء
أوضح الباحثون أنه بالنسبة للأشخاص كبار السن أو الذين يعانون من حالات صحية قد تعيقهم عن المشي لمسافات طويلة، قد يكون من المفيد لهم المشي بعدد أقل من الخطوات، حيث إن أي نشاط أفضل من عدمه. وفي هذا السياق، حذر خبراء علم وظائف الأعضاء من أن تجاوز 8 آلاف خطوة يوميًا قد لا يحقق “فائدة كبيرة إضافية” فيما يتعلق بتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكري. عوضًا عن ذلك، قد يكون المشي بسرعة أكبر لفترات قصيرة بنفس القدر من الفعالية للحفاظ على الصحة العامة.
المصدر: الجزيرة
إرسال تعليق