الحجامة: علاج تقليدي يعزز الصحة والتوازن



تعد الحجامة من أقدم العلاجات الطبية التقليدية التي استخدمها البشر لعلاج العديد من الأمراض، ولا تزال تحتفظ بشعبيتها في العديد من الثقافات حول العالم، خاصة في تقليل الألم وعلاج الحالات المزمنة. في الآونة الأخيرة، زاد الحديث عنها بعد أن شارك مشاهير مثل لاعب كرة القدم محمد صلاح تجربتهم الإيجابية معها، مما دفع الكثيرين لاستكشاف هذه الطريقة العلاجية.

ما هي الحجامة؟

الحجامة هي عملية علاجية تتضمن استخدام أكواب خاصة توضع على الجلد بهدف شفط الأنسجة الموجودة تحتها. الهدف من الشفط هو تحفيز تدفق الدم، تخفيف التوتر العضلي، والتخلص من السموم المتراكمة في الجسم. بحسب المكتبة الوطنية الأمريكية للطب، هناك نوعان رئيسيان من الحجامة:

  1. الحجامة الجافة: تعتمد على الشفط فقط دون أي تدخل إضافي.
  2. الحجامة الرطبة: تتضمن الشفط مع إجراء شقوق سطحية صغيرة لسحب كمية من الدم، مما يساعد على إزالة السموم.

تعتمد الحجامة على تحسين تدفق "الطاقة الحيوية" أو ما يُعرف بالـ"تشي" في الجسم، وهو مفهوم قديم في الطب الصيني التقليدي. من الناحية العلمية، يُعتقد أن الحجامة تساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل الالتهابات.

أماكن الحجامة للنساء

تتم الحجامة في مناطق محددة من الجسم حسب الحالة الصحية واحتياجات المريض، حيث يتم تحديد هذه الأماكن وفقًا لنوع الألم أو المرض الذي يعاني منه الشخص. وفقًا لتوصيات مايو كلينك، هناك بعض المناطق التي يُنصح بإجراء الحجامة فيها:

  • الظهر: يعد من أكثر الأماكن شيوعًا لإجراء الحجامة، حيث توضع الأكواب على طول العمود الفقري، خاصة في منطقة ما بين الكتفين وأسفل الظهر.
  • الكتفين: تُستخدم الحجامة في هذه المنطقة لعلاج آلام الرقبة والكتفين الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة أو التوتر العضلي.
  • الأطراف السفلية: إذا كانت هناك مشكلات في الدورة الدموية أو الأوردة، قد يُنصح بإجراء الحجامة في الفخذين أو الساقين لتحسين تدفق الدم في هذه المناطق.

أفضل الأوقات لإجراء الحجامة

يُقال إن هناك أوقاتًا معينة يُفضل خلالها إجراء الحجامة، رغم أنه لا يوجد دليل علمي قاطع يثبت تأثير توقيت العلاج. وفقًا للتقاليد العلاجية، يُفضل إجراء الحجامة في الصباح الباكر على معدة فارغة، حيث يكون الجسم في حالة استعداد أعلى لاستقبال العلاج. كما يُنصح بإجراء الحجامة خلال الأيام الفردية من الشهر القمري (مثل اليوم السابع عشر، التاسع عشر، أو الحادي والعشرين) استنادًا إلى الطب النبوي الذي يعتقد أنه يرتبط بفوائد علاجية أكبر.

التحضيرات اللازمة قبل تجربة الحجامة

قبل إجراء الحجامة، من الضروري البحث عن ممارس معتمد لضمان اتباع الإجراءات الصحية والتقنية الصحيحة. تقول السيدة رحاب (41 عامًا)، التي قررت تجربة الحجامة لأول مرة: "قمت بالبحث عن ممارس معتمد وأجريت استشارة طبية. أوصى الطبيب بإجراء فحوصات صحية للتأكد من عدم وجود موانع مثل اضطرابات تخثر الدم أو مشاكل جلدية. بعد هذه الاستشارة، شعرت بالاطمئنان وقررت خوض التجربة".

تجربة رحاب مع الحجامة

تتحدث السيدة رحاب عن تجربتها، قائلة: "عند وصولي إلى العيادة، استقبلني الممارس وشرح لي كيفية إجراء الحجامة والخطوات المتبعة. بدأنا بتعقيم الأدوات بشكل دقيق، ثم تم تطبيق الأكواب الزجاجية على ظهري. في البداية، شعرت بسحب لطيف من الشفط، وكان الإحساس غريبًا لكنه غير مؤلم".
وأضافت رحاب: "بعد حوالي 10 دقائق، أُزيلت الأكواب وقام الممارس بإجراء شقوق سطحية صغيرة ثم أعاد الأكواب لسحب الدم الفاسد. استمرت العملية حوالي 30 دقيقة، وبعد الانتهاء شعرت بارتياح كبير".

فوائد الحجامة وفقًا للعلم

أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن الحجامة قد توفر فوائد صحية عدة، مثل:

  • تقليل الألم: تساعد الحجامة في تخفيف آلام العضلات، آلام الظهر، والصداع النصفي.
  • تحسين الدورة الدموية: يعزز الشفط من تدفق الدم في المناطق المستهدفة، مما يزيد من النشاط والطاقة.
  • تعزيز جهاز المناعة: قد تساهم الحجامة في تحسين وظائف الجسم الدفاعية ضد الأمراض.
  • التخفيف من الالتهابات المزمنة: تشير الأبحاث إلى أن الحجامة تساعد في تقليل الالتهابات التي تعد سببًا للكثير من الأمراض.

الآثار الجانبية المحتملة للحجامة

رغم فوائدها العديدة، قد تواجه الحجامة بعض الآثار الجانبية الطفيفة. تقول رحاب: "شعرت ببعض الاحمرار والكدمات الخفيفة بعد العلاج، وهي آثار شائعة ولا تدعو للقلق". ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن الحجامة قد تؤدي إلى مشاكل في حال لم تتم بشكل صحيح، مثل العدوى أو تهيج الجلد.

نصائح هامة قبل إجراء الحجامة

من الضروري التأكد من أن الممارس معتمد ويستخدم أدوات معقمة. كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحالات التالية استشارة الطبيب قبل إجراء الحجامة:

  • اضطرابات النزيف (مثل الهيموفيليا).
  • التهابات الجلد أو الجروح المفتوحة.
  • فقر الدم الحاد أو انخفاض ضغط الدم.

النتائج المتوقعة من الحجامة

تقول رحاب عن نتائج تجربتها: "بعد أسبوع من إجراء الحجامة، لاحظت تحسنًا كبيرًا في آلام الظهر المزمنة التي كنت أعاني منها. شعرت بمزيد من الطاقة والنشاط، وهو ما جعلني متفائلة بالنتائج". ومع ذلك، تؤكد رحاب أن "الحجامة ليست علاجًا سحريًا وقد لا تناسب الجميع، ويجب استخدامها كجزء من خطة علاجية شاملة".

ملاحظة: قبل تطبيق أي علاج بديل، تأكدي دائمًا من استشارة طبيب مختص لضمان سلامتك.

Post a Comment

أحدث أقدم