أعلنت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن المغرب شهد تساقطات ثلجية هامة منذ 22 فبراير 2025 وحتى اليوم، نتيجة لظروف مناخية استثنائية، حيث غطت الثلوج بشكل ملحوظ مناطق مرتفعات الأطلس الكبير والريف، وامتدت إلى مساحات جديدة تجاوزت 14,339 كيلومترًا مربعًا.
وفي هذا السياق، أفصحت المديرية عن تفاصيل التساقطات الأخيرة، حيث سجلت سماكة الثلوج في جبل أزوركي بأزيلال 60 سم، وفي جبل إتزر بميدلت 40 سم، وفي منطقتي زاوية أحنصال وتبانت بأزيلال 30 سم، بينما سجل جبل بويبلان 25 سم، وجبل أوكايمدن 15 سم.
من جانبه، صرح وزير التجهيز والماء نزار بركة خلال ندوة نظمتها دائرة الخريجين المغاربة من بلجيكا والمركز المغربي للمسيرين الشباب، أن المساحة التي غطاها الثلج في المغرب هذا العام وصلت إلى 30 ألف كيلومتر مربع، في زيادة ملحوظة مقارنة بالسنة الماضية التي سجلت 9700 كيلومتر مربع، رغم أنها لا تزال أقل من المعدل السنوي المعتاد البالغ 54 ألف كيلومتر مربع.
وأشاد محمد جليل، مهندس الرصد الجوي والباحث في المناخ، بأهمية الثلوج كمصدر استراتيجي للمياه في المغرب، موضحًا أن التساقطات الثلجية تساهم في تخزين المياه بشكل تدريجي، على عكس الأمطار التي تنساب بسرعة نحو الأودية والسدود. هذا التخزين يسمح باستمرار إمدادات المياه على مدار العام، بما في ذلك خلال فصل الصيف.
كما أضاف جليل أن الثلوج تعزز تغذية الفرشة المائية عبر التسرب البطيء للمياه إلى باطن الأرض، مما يضمن استمرارية جريان العيون والينابيع، خاصة في فترات انخفاض أو انعدام الأمطار، وهو ما يعرف بـ”صبيب المصيف”.
من الناحية المناخية، أكد جليل على دور الغطاء الثلجي في الحفاظ على التوازن البيئي، حيث يعمل على تقليل امتصاص الأرض للحرارة من خلال عكس أشعة الشمس، مما يساعد على تلطيف الجو، والحد من ظاهرة التبخر، وتقليل حدة التغيرات المناخية.
بيئيًا، تسهم الثلوج في استقرار درجة حرارة المناطق الجبلية والغابات، مما يساهم في دعم استدامة الحياة البرية والنظم البيئية الجبلية. وأعطى الباحث مثالًا على ذلك بأشجار الصنوبر الجبلية التي نجحت في التأقلم مع البرودة والتغيرات المناخية بفضل هذا الغطاء الثلجي.

The post 30 ألف كيلومتر مربع تنقذ المغاربة في الصيف؟ appeared first on أريفينو.نت.
إرسال تعليق