الحرب والعدوان لن يكونا سبباً في سحق الأرض

الحرب والعدوان لن يكونا سبباً في سحق الأرض

كتب / مُحمد شفيق مرعي
تحيةً لروح أمي الغاليه والتي رحلت وتركت أثراً عميقاً خالداً فينا . تحيةً وسلاماً وأماناً وأمناً وإستقراراً وجنة الخُلد خالدين فيها أبداً . تحية تقدير وإحترام لأرواح الشهداء الذين سقطوا نتيجة العدوان الغاشم على أرض فلسطين . تحية تقدير وإحترام لأرواح الأبرياء من الأطفال والنساء والشباب والفتيات والشيوخ الذين رحلوا نتيجة العدوان الهمجي الوحشي على أرضهم الطاهرة التي تشبعت من الدماء. كيف يحيا الإنسان بلا أمان وكيف يطمئن المرء وهو تحت الحصار والإحتلال والتهجير القصري والعنصرية والتفريق . بل وتميز أقوام على أقوام . إن السلام هو عنوان الإنسانية كلها هو عنوان البداية والنهاية . فالسلام هو السبيل إلى إعمار وتقدم وتنمية الأوطان . وهو الخيار الوحيد والذي لا غنى عنه حتى يحيا الناس بسلام جنباً إلى جنب . فالسلام لا علاقه لها بدين أو عقيده أو هويه فحتى وإن كنت غير معتقد أنه يوجد إله يُحرك الكون كله بقدرته فأيضاً لك الحق أن تحيا بسلام . وليس لأحد حق الوصاية على غيره فنحن جميعاً بشر خلقنا الله أحراراً وقد ميزنا بالعقل عن سائر المخلوقات . إن الإنسان هو هذا البنيان الذي يجول كل شئ من حوله لخدمته . وقد وضع الله لنا كل مقاليد الدنيا في كتبه التي وردت على لسان أنبياء الله ورُسوله . إننا لم نخلق للعبث بل لإعمار الأرض ورعايتها والحرص عليها . فدائماً أقول أن البيئة هى الإطار الحيوي الذي يعيش فيه الإنسان يؤثر فيه ويتأثر به . فنحن جميعاً نؤثر في بعضنا البعض . ولذا يجب أن يكون التأثير إيجابياً . فكل الإيجاب يتبعه إيجاب وكل السلبي يؤدي إلى هلاك . إن الشعب الفلسطيني يُعاني مرارة الحصار والتجويع والإستغلال و الإستبداد والترويع الأمني . يُعاني منذ عامين وحتى الأن من حرب إبادية وحشيه شنها المُحتل الصهيوني على أرض وشعب فلسطين . منذ إندلاع شرارة السابع من أكتوبر العام ألفين وثلاثة وعشرين . إن الحرب الوحشية التي أعلنتها حكومة نتنياهو على العرب بداية من فلسطين ووصولاً إلى إغتيال رموز المقاومة في لبنان وإيران والعديد من دول العالم . هى حرب غاية في السخرية تشعر وكأنك تتابع فيلماً سينمائياً أحداثه غير مرئيه من قبل . فالحرب على فلسطين منذ أكثر من سبعين عاماً ولم يقدر المُحتل على تهجير أصحاب الأرض حتى يومنا هذا . بل وقد أصبح المُحتل خاضعاً لكل شروط المقاومة الفلسطينية التي خُلقت من رحِم الشعب الفلسطيني لتدافع عن أرضها وشعبها وتسعى بحثاً عن حرية وطنها الأسير . إنه أمر مؤسف أن تصبح فلسطين أسيره وهى جزء من وطننا العربي . وهى جزء من أمه لها كيان ولها نهج قويم وسليم . أليس العرب هم من قهروا المغول والقياصرة والرومان . أليس العرب هم من بحثوا عن تحقيق السلام وكانوا سبباً في إحياء أمم وشعوب مسالمه . أليس العرب هم السالمون الذين يُنسب إليهم التكفير والإرهاب بزعم الصهاينة والأمريكان . أليس من حقنا وحق العالم المُسالم أن ندرك الحقيقة التي شوهها أعداء الإنسانية على مر الزمان . فمن يصنع الإرهاب الأن . ومن يغتال الأطفال في فلسطين . ومن يروع الأمن ويستهدف المستشفيات والحضانات التي تؤي الأطفال الرُضع ومن يبحث عن تدمير المنازل وأصحابها بداخلها ومن يبحث عن تدمير بيوت الله وبها متعبدون . فمن الجاني الإرهابي هنا . فهل سمعنا من قبل عن أفعال مُشابهه قام بها العرب . ومن الذي يشن هجوماً وحشياً وحروب إبادة جماعية وتطهير عرقي . أليس هذا هو الإرهاب بعينه . ومن الذي وصل به الأمر إلى تهديد محكمة جنائية بعد إصدارها قراراً بأستدعائها لمثوله أمامها ليُحاسب على ما أقترف من جرائم بحق الإنسانية . ولما رفض أعلنته مجرم حرب مطلوب للعدالة الجنائية الدولية . فمن الإرهابي هنا . أليس الإرهاب هو ما يقوم به المُحتل في حقنا وحق أهلنا وأنباء شعبنا الفلسطيني . أليس الإرهاب هو التجويع وقطع الإمدادات ووقف تدفق المساعدات الإنسانية حتى تصل إلى من يحتاجها في فلسطين . أليس الأطفال في فلسطين كباقي الأطفال حول العالم . أقول إذا أردتم أن تعرفوا معنى الإنسانية فعليكم بالنظر إلى أطفال فلسطين ونساء فلسطين وشباب وفتيات فلسطين . إذا أردتم أن تعرفوا معنى كلمة وطن ومعنى التمسك بالأرض والتصدي للدفاع عن ترابها عليكم بالنظر إلى المقاومة الباسلة والتي هى تاج فوق الرأس وهى عزنا وفخرنا وهى المجد الحافل عبر التاريخ وهم وفود الشهداء التي تُزين الدنيا بفعلها الخالد عبر الزمان فهم بكل فخر يُدافعون عن أرضهم ودينهم وأعراضنا ونساء أمتنا وأمهاتنا فلتحيا المقاومة الفلسطينية تاج عزٍ وفخر عبر الزمان ولتدوم المقاومة شوكةً في حلق الصهاينة المُحتلون والذي لا صفه ولا وجود لهم في أي مكان إلا بالإحتلال . وأقولها مؤمناً أنه مهما طال أمد الباطل فهو زائل بلا محاله . والإحتلال سوف يزول بأمر الله لأنه لا صفه له ولا يرغب في سلام ولا يسعى إلا لسفك دماء الأبرياء . وإستهداف كل ما هو كائن على الأرض المقدسة . إن إستهداف رجال المقاومة في بُلدان بعينها يُعد إختراقاً لحدود الدولة وتهجماً عليها وفيه تدمير لسيادتها . وأما إستهداف رجال المقاومة في لبنان فهو الأمر الذي يحتاج إلى الرد الفوري من جانب المقاومة اللبنانية . ومما لا شك فيه أن المُحتل والحكومة الفاشية التي يتزعمها عنصري متطرف يُهاجم كل من يتعارض مع مُخططاته الصهيونيه في سفك الدماء وتهجير سكان قطاع غزة . وإغلاق المعابر وتدييق الخناق حتى يموت الشعب من القصف تارة ومن التجويع تارة أخرى . إلا أن كل هذا لن يُفلح ولن ينجح مع شعبٍ يعشق تراب أرضه المقُدسه . فشعب فلسطين وإن كان يبحث عن تنفس الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية . إلا أن الحائل هنا هو العدوان وسوف يزول بعون الله وبفضل المقاومة التي تقف خلفها جموع الشعب الفلسطيني . المقاومة التي نزل المُحتل عند قراراتها مما يُعد هزيمتاً له . فقد تفوقت المقاومة بأقل الإمكانيات والأسلحه على طغيان الإحتلال الذي يتمتع بأحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة من حيث السلاح والعتاد .

The post الحرب والعدوان لن يكونا سبباً في سحق الأرض appeared first on الرباط نيوز.

Post a Comment

أحدث أقدم