حقائق صادمة حول آثار لقاح كورونا؟

مع استمرار الجدل والخرافات حول لقاحات كوفيد-19 وتأثيراتها الصحية، تتزايد التساؤلات بشأن مدى صحة هذه الادعاءات التي تربط اللقاحات بمشكلات مثل الجلطات الدموية، متلازمة غيلان باريه، الهربس النطاقي، التهاب عضلة القلب، بل وحتى السرطان. في هذا المقال، نستعرض ما يقوله الأطباء والباحثون بشأن هذه المزاعم، ونفصل الحقائق العلمية عن الشائعات.

هل يؤثر اللقاح على صحة العين؟

إحدى الشائعات المنتشرة تدعي أن لقاحات كوفيد-19 تسبب مشاكل في العين. لكن الدكتورة كريستيل موريس أكدت عدم وجود أي دليل يدعم هذا الادعاء، مشيرة إلى أنها لم تصادف أي تقارير علمية تثبت علاقة بين اللقاحات وأمراض العيون.

أهمية اليقظة الدوائية

يعترف الدكتور جان كريستوف جوفارد بمسؤولية الجهات الصحية في مراقبة الآثار الجانبية المحتملة لأي لقاح ضمن نظام يُعرف بـ”اليقظة الدوائية”. ورغم ظهور بعض الآثار الجانبية النادرة للقاحات كوفيد-19، إلا أن ذلك يعد جزءًا طبيعيًا من عملية التقييم الطبي.

الجلطات الدموية: تعديل السياسات الصحية

أثار قلق واسع ارتباط لقاح “أسترازينيكا” مع حالات نادرة من الجلطات الدموية بين الشباب. ونتيجة لذلك، عُدلت استراتيجيات التطعيم لتقليل خطر حدوث هذه الحالات، مع التركيز على الفئات العمرية التي تكون فيها الفوائد أكبر بكثير من المخاطر المحتملة.

متلازمة غيلان باريه: خطر محدود

في عام 2021، أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية عن تسجيل بعض الحالات النادرة جدًا لمتلازمة غيلان باريه، وهو اضطراب عصبي، كأثر جانبي محتمل للقاح “أسترازينيكا”. ومع ذلك، فإن معدل الإصابة بهذه الحالة بقي ضئيلًا للغاية، ولا يُعتبر سببًا لرفض التطعيم.

الهربس النطاقي: تساؤلات دون إجابة حاسمة

رُصدت بعض حالات القوباء المنطقية (الهربس النطاقي) بين متلقي لقاحات mRNA. وعلى الرغم من أن السبب الجذري لهذه الحالات لا يزال غير مؤكد بالكامل، فإن الخبراء يؤكدون توفر لقاحات فعالة لعلاج الهربس النطاقي عند الحاجة.

التهاب عضلة القلب: هل العلاقة مباشرة؟

بعض التقارير أشارت إلى حالات نادرة من التهاب عضلة القلب، خاصة بعد تلقي لقاح “موديرنا”. ويعود السبب المحتمل إلى الجرعة الأعلى من الحمض النووي (mRNA) في هذا اللقاح مقارنة بلقاح “بيونتيك”. ومع ذلك، فإن خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب بين مرضى كوفيد-19 يفوق بكثير خطر ظهوره بسبب اللقاح.

هل يمكن أن يسبب اللقاح السرطان؟

تعد الشائعات التي تربط لقاحات كوفيد-19 بالسرطان واحدة من الأكثر إثارة للقلق بين الناس. ومع ذلك، فإن البيانات والأدلة العلمية تنفي تمامًا وجود أي زيادة في معدلات السرطان نتيجة للقاحات.


ماذا عن البدائل المنزلية مثل الأسبرين والمكملات الغذائية؟

مع بداية الجائحة، انتشر الاعتقاد بفعالية بعض الأدوية والمكملات الغذائية مثل الأسبرين وفيتامين د والمضادات الحيوية في الوقاية من كورونا. ولكن هذه المزاعم تفتقر للصحة العلمية:

  • فيتامين د: لم تُظهر الدراسات أي تأثير مباشر لتناول فيتامين د بانتظام على تقليل خطر الإصابة بالفيروس.
  • الأسبرين: لا يمتلك خصائص مضادة للفيروسات، واستخدامه دون داعٍ طبي يزيد من خطر النزيف.
  • المضادات الحيوية: تعمل فقط ضد البكتيريا وليس الفيروسات. واستخدامها دون مبرر طبي يعزز مقاومة المضادات الحيوية لدى البكتيريا الخطيرة.

خلاصة القول

في خضم معلومات مضللة وشائعات متناثرة حول لقاحات كوفيد-19، يبقى الحل الوحيد هو العودة إلى المصادر الطبية الموثوقة. على الرغم من أن للقاحات بعض الآثار الجانبية النادرة، فإن فوائدها تتجاوز بكثير المخاطر المحتملة، لا سيما عند وضعها في الميزان أمام مخاطر الإصابة بكوفيد-19 نفسه. لذا، كن واعيًا عند تلقي أي معلومة وتأكد من مصدرها قبل التسرع في الحكم عليها.

The post حقائق صادمة حول آثار لقاح كورونا؟ appeared first on أريفينو.نت.

Post a Comment

أحدث أقدم