علم أن تعليمات صارمة صدرت عن نظارات الأوقاف في عدة مدن مغربية، تقضي بمنع جمع التبرعات داخل المساجد خلال شهر رمضان الجاري، لأي سبب كان، بما في ذلك تلك التي دأب بعض الأئمة على تنظيمها أثناء صلاة التراويح.
يأتي ذلك بالتزامن مع صدور المرسوم الجديد الذي صادقت عليه الحكومة الخميس الماضي، والرامي إلى إحكام الرقابة على عمليات جمع التبرعات وتوزيع المساعدات الخيرية، في إطار تقنين هذا المجال وضمان شفافيته، ومنع أي استغلال محتمل للأموال التي يتم جمعها من العموم.
وكان عدد من الائمة قد دأبوا في السنوات الأخيرة، على جمع تبرعات مباشرة من المصلين، خصوصًا خلال صلاة التراويح، بهدف تمويل بعض المستلزمات الأساسية، مثل الصيانة أو تجهيز المساجد بمكبرات صوت ومصاحف، فضلًا عن دعم بعض الحالات الاجتماعية التي تحتاج إلى مساعدة عاجلة. إلا أن هذه الممارسات، رغم طابعها التضامني، كانت محل جدل واسع بين من يراها تكريسا لروح التعاون، ومن يعتبرها بابا غير مضبوط ماليا قد يؤدي إلى إساءة استخدام أموال المتبرعين، في غياب أي آلية رسمية لمراقبة صرفها.
وبحسب شهادات فإن بعض الأئمة فوجئوا بهذه التعليمات الجديدة، خصوصا أنها تشمل حتى المبادرات الفردية التي كانت تتم بطريقة عرفية داخل المساجد. في المقابل، يرى مؤيدو القرار أنه خطوة نحو تعزيز الشفافية المالية في هذا المجال، ومنع أي استغلال محتمل لهذه التبرعات، سواء من طرف بعض الأفراد أو جهات غير مؤهلة لجمع الأموال من العموم.
وكان مجلس الحكومة قد صادق، الخميس المنصرم، على مشروع مرسوم ينظم عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع المساعدات لأغراض خيرية، وهو المرسوم الذي يهدف إلى ضبط عمليات التبرع، وتقييدها بإطار قانوني يمنع استغلالها في أغراض انتخابية أو دعائية.
وينص المرسوم على أن أي دعوة للعموم إلى التبرع يجب أن تخضع للترخيص المسبق من السلطات، كما يُلزم جميع الجهات المعنية بإيداع الأموال المجمعة في حساب بنكي مخصص لهذا الغرض، مع تقديم تقرير مفصل حول أوجه صرفها.
كما يهدف هذا المرسوم، الى تفعيل مقتضيات القانون رقم 18.18 المتعلق بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع المساعدات لأغراض خيرية، الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.22.79 بتاريخ 18 جمادى الأولى 1444 (13 دجنبر 2022)، وذلك من خلال تحديد مسطرة الترخيص بدعوة العموم إلى التبرع ومسطرة التصريح بتوزيع المساعدات لأغراض خيرية وكيفيات تفعيل مراقبة عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع المساعدات لأغراض خيرية.
ويتضمن المرسوم مجموعة من المقتضيات تحدد، بالأساس، الأشخاص المؤهلين لتقديم طلب الترخيص من أجل دعوة العموم إلى التبرع وفق نموذج مرفق لهذه الغاية؛ مع تحديد السلطات التي يوجه أو يودع لديها، كما يتضمن هذا المرسوم مقتضيات تحدد كيفيات التصريح بتوزيع المساعدات؛ وكيفيات مراقبة عمليات جمع التبرعات وتوزيع المساعدات لأغراض خيرية ومراقبة الحسابات المتعلقة باستعمال الموارد التي تم جمعها في إطار دعوة العموم إلى التبرع.

The post مفاجئة كبيرة تنتظر مساجد المغرب في رمضان؟ appeared first on أريفينو.نت.
إرسال تعليق