مكناس على طريق التنمية: مشاريع كبرى تعزز مكانة العاصمة الإسماعيلية

شهدت الدورة العشرون للمجلس الإداري للوكالة الحضرية لمكناس، التي انعقدت بحضور عدد من المسؤولين والشخصيات البارزة، الإعلان عن البرنامج التوقعي لسنتي 2025 و2026، والذي يهدف إلى تعزيز مكانة العاصمة الإسماعيلية وتأهيل بنيتها التحتية من خلال مشاريع استراتيجية ترمي إلى تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.

في كلمته بهذه المناسبة، نوه عامل عمالة مكناس، السيد عبد الغني الصبار، بالمجهودات المبذولة من طرف الوكالة الحضرية، مشيدًا بالعمل الجبار الذي يقوم به مديرها ومساعدوه، خاصة فيما يتعلق بالرؤية الاستباقية في التخطيط المجالي واعتماد المخطط التوجيهي للفترة المقبلة. وأكد أن المصادقة على وثيقة التهيئة العمرانية لمكناس الكبير يوم 26 مارس 2021 شكلت محطة مفصلية في مسار التنمية الحضرية للمدينة، حيث أصبحت مكناس من بين الحواضر الكبرى التي تتوفر على إطار تنظيمي متكامل لحماية وتنظيم مجالها العمراني.

كما تكتسي هذه الوثيقة أهمية خاصة في حماية الأراضي الفلاحية من التوسع العمراني العشوائي، وهو ما كان مطلبًا أساسيًا عبر مختلف دورات المعرض الدولي للفلاحة من قبل وزير الفلاحة السابق ورئيس الحكومة الحالي. كما تم التطرق خلال الاجتماع إلى مجموعة من المشاريع الرامية إلى تأهيل النسيج العتيق للمدينة، حيث يجري العمل على إعداد تصميم تهيئة للمدينة القديمة، في إطار برنامج متكامل بلغ مراحله الأخيرة بغلاف مالي يناهز 80 مليون درهم. وتشمل التدخلات أيضًا إعادة تهيئة الشوارع الرئيسية بمكناس باستثمار يقدر بـ 549 مليون درهم، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج لمعالجة البنايات الآيلة للسقوط بقيمة 258 مليون درهم تحت إشراف شركة العمران، مما جعل مكناس المدينة الوحيدة التي لم تشهد أي انهيارات خلال التساقطات المطرية الأخيرة.

وفي قطاع النقل، ستشهد المدينة طفرة نوعية بعد عدة اجتماعات مارطونية مع المكتب الوطني للسكك الحديدية لإنجاز محطة قطار حديثة بغللف مالي يناهز 200 مليون درهم، ضمن مشروع متكامل يهدف إلى تثمين محيط المحطة عبر مخطط تنموي ضخم. ويتوقع أن يوفر المشروع، الذي تصل قيمته الإجمالية إلى 7 مليارات درهم، وحدات سكنية لحوالي 27 ألف عائلة إلى جانب فضاءات تجارية وخدماتية، مما سيعزز الجاذبية الاقتصادية للمدينة.

أما على المستوى الصناعي، فقد بلغت نسبة تقدم الأشغال بالمنطقة الصناعية ويسلان 35%، وهو مشروع استراتيجي بالنظر إلى الكثافة السكانية للمنطقة التي تضم أكثر من 112 ألف نسمة. وتعد ويسلان رابع مدينة في الجهة خلف مكناس وفاس وتازة ، ومن شأن هذه المنشأة أن تخلق فرص شغل مهمة وتخفف الضغط عن المدينة. كما يتضمن البرنامج إنشاء أقطاب خاصة بالصناعة التقليدية والمقاولات الصغرى والمتوسطة، إلى جانب إعادة النظر في المشاريع الموجهة لمنطقة أكروبوليس، لجعلها قطبًا فلاحيًا اقتصاديا يشمل كذلك مختلف الصناعات لجعله قطبا متكاملاً قادرًا على جذب استثمارات كبرى، إضافة إلى برمجة سوق جديد للخضر والفواكه والذي سيكون ثالث الأسواق الكبرى بالمغرب خلف سوق الرباط وبركان.

في مجال البنية التحتية، سيتم تخصيص غلاف مالي يقدر بـ 369 مليون درهم لتأهيل المحاور الطرقية، مما سيمكن من تثنية الطرق الرابطة بين مكناس ومولاي إدريس زرهون، ومكناس والدخيسة، وهو ما سيحسن من انسيابية حركة السير ويعزز الربط بين مختلف المناطق المجاورة لمدينة مكناس. وفي الشق الصحي، تم انطلاق الأشغال مشروع بناء مستشفى متعدد التخصصات الكبير بميزانية تبلغ 3.8 مليار درهم، بهدف تحسين جودة الخدمات الطبية وتعزيز البنية الصحية بالمدينة والمدن المجاورة.

 كما عرفت أشغال هذه الدورة حضور مديرة وزارة التعمير والإسكان وسياسة المدينة، وعامل إقليم إفران، ورئيس جهة فاس مكناس، بالإضافة إلى رؤساء الجماعات الترابية لإفران، الحاجب، ومكناس، وعدد من رؤساء المصالح الخارجية. ويعكس هذا البرنامج الطموح الرؤية الاستراتيجية لجعل مكناس مدينة حديثة ومتطورة، تحقق التوازن بين الحفاظ على موروثها التاريخي وتعزيز موقعها كقطب اقتصادي وعمراني مهم ضمن النسيج الحضري الوطني.

 

The post مكناس على طريق التنمية: مشاريع كبرى تعزز مكانة العاصمة الإسماعيلية appeared first on أخبار مكناس 24.

Post a Comment

أحدث أقدم