ارتفعت حصيلة ضحايا الانفجار “الهائل” الذي وقع يوم السبت في أكبر ميناء تجاري إيراني إلى 14 قتيلاً و750 جريحاً، حسبما أعلنت السلطات في وقت مبكر من يوم الأحد، بعد أن اشتد الحريق خلال الليل.
ويقع ميناء الشهيد رجائي، الذي تمر عبره 85٪ من بضائع إيران، على بعد أكثر من ألف كيلومتر جنوب طهران. ووقع “انفجار هائل” في رصيف الميناء قرابة ظهر يوم السبت (08:30 بتوقيت غرينتش)، وسمع دويه على بعد عشرات الكيلومترات.
ويقع الميناء بالقرب من مدينة بندر عباس الساحلية الكبيرة، على مضيق هرمز الذي يمر عبره خمس إنتاج النفط العالمي.
وقد أمر الرئيس مسعود بيزشكيان بفتح تحقيق لتحديد أسباب الكارثة.
وقال وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مومني، في وقت مبكر من يوم الأحد على تلغرام: “ارتفع عدد القتلى في انفجار ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس إلى 14 قتيلاً و750 جريحاً حتى الآن”، بعد أن كان قد أعلن في وقت سابق عن مقتل ثمانية أشخاص.
وأشار الوزير في وقت لاحق إلى أنه تم استدعاء تعزيزات من طهران ومدن أخرى، على أمل “إخماد الحريق في الساعات القليلة المقبلة”.
وبحسب التلفزيون الرسمي، فقد ازداد الحريق “شدة” خلال الليل بسبب الرياح، ولم يستبعد التلفزيون أن “يمتد إلى مناطق أخرى وحاويات أخرى”. وأظهرت لقطات مباشرة ألسنة اللهب تلتهم الحاويات.
وفي لقطات جوية مأخوذة من طائرة هليكوبتر لم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحتها، بدا أن عموداً كثيفاً من الدخان الأسود في السماء يشير إلى اندلاع عدة حرائق.
وذكرت جمارك الميناء في بيان نقله التلفزيون الرسمي أن الكارثة نجمت على الأرجح عن حريق في مستودع لتخزين المواد الخطرة والكيميائية.
وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من صحتها، أن قوة الانفجار أدت إلى تطاير صف من الشاحنات وتدميرها بالكامل.
وقال رجل يصور مكان الحادث في مقطع فيديو: “دمرت شاحنتي بالكامل وتوفي صديقي”. ويمكن رؤية جثة شخص ملقاة على الأرض في الفيديو.
ولم يعرف عدد الموظفين الذين كانوا في الميناء وقت الانفجار.
ويشار إلى أن يوم السبت هو أول أيام العمل في الأسبوع في إيران.
كما أعلن التلفزيون الرسمي إغلاق جميع المدارس في المنطقة يوم الأحد.
وأظهرت صور من وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) تدفق عمال الإنقاذ إلى مكان الحادث وسيارة ملطخة بالدماء عالقة في شاحنة، بالإضافة إلى إجلاء جرحى من طريق سريع تغطيه الأنقاض وتضرر الحاجز الخرساني فيه بشدة.
ووجه مركز نقل الدم في محافظة هرمزغان نداء للتبرع بالدم لمساعدة الجرحى العديدة.
وأعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تضامنها مع إيران، مشيرة إلى “القتلى والمئات من الجرحى والأضرار الكبيرة”.
وذكر التلفزيون الرسمي الصيني CCTV نقلاً عن قنصلية بندر عباس أن ثلاثة مواطنين صينيين أصيبوا “بجروح طفيفة”.
وأظهر مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة ونشرته وكالة مهر الإيرانية انفجاراً في حظيرة، أدى إلى تصاعد سحابة كثيفة من الدخان والغبار.
وقال مسؤول محلي في خدمات الإطفاء، مهرداد حسن زاده، للتلفزيون الرسمي إن “الحادث نجم عن انفجار عدة حاويات مخزنة في منطقة رصيف ميناء الشهيد رجائي”.
ونقلت وكالة أنباء تسنيم عن مسؤول قوله إن “قوة الموجة الانفجارية كانت هائلة لدرجة أن معظم المباني في الميناء تضررت بشدة”.
لكن الشركة الوطنية لتوزيع النفط أعلنت أن المنشآت النفطية لم تتضرر وأنها تعمل “بشكل طبيعي”.
وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الانفجارات الكبيرة نادرة في إيران، إلا أن البلاد شهدت في الأشهر الأخيرة كوارث خلفت العديد من الضحايا.
ففي شهر سبتمبر، أسفر انفجار في منجم للفحم عن مقتل أكثر من 50 شخصاً.
ويأتي انفجار يوم السبت في الوقت الذي اختتم فيه وفدان إيراني وأمريكي في سلطنة عمان الجولة الثالثة من المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعد جولات سابقة وصفها الجانبان، اللذان يعتبران عدوين منذ أكثر من أربعة عقود، بأنها بناءة.
عن موقع: فاس نيوز
إرسال تعليق