فاس : محمد غفغوف
في قلب مدينة فاس، وتحديدًا بحي عين قادوس العريق، نشأ خالد اليحياوي الإدريسي، ابن الحاضرة العلمية الذي حمل على عاتقه همّ العمل المدني والسياسي بنَفَسٍ هادئ وروحٍ متّقدة. ليس مجرد مستشارٍ جماعي مرّ مرور الكرام على كرسي المسؤولية، بل رجلٌ التصق اسمه بالميدان، حيث كان صوته حاضرًا في كل محطة داعمة للمجتمع المدني داخل العاصمة العلمية.
اليحياوي الإدريسي، المثقف المتواضع، لم يكن يومًا باحثًا عن الأضواء أو “البوز”، بل اختار أن يكون صوت العقل والحوار في ساحة يكثر فيها الصخب وتتضارب فيها المصالح، على مدى سنوات من العمل داخل جماعة فاس ومقاطعة زواغة، ظل ثابتًا على مبادئه، رافضًا الحسابات الضيقة، ومؤمنًا بأن السياسة الحقيقية هي خدمة المواطن لا استغلاله.

وبعيدًا عن ضجيج الخطابات الرنانة، كان خالد اليحياوي الإدريسي رجل الفعل، ينسج جسور الحوار حيث تهدمها الخلافات، ويفتح أبواب التواصل حين يوصدها التعصب، وهو ذلك الوجه الذي تجده حاضرًا في قضايا المدينة الكبرى، مؤمنًا بأن النهوض بفاس لا يكون بالشعارات، بل بالعمل الجاد والمسؤول.
بين التزامه السياسي وانخراطه المدني، يبقى اليحياوي نموذجًا نادرًا في زمن يلهث فيه كثيرون خلف المصالح الشخصية، بينما يختار هو طريقًا أقل بهرجة، لكنه أكثر تأثيرًا: طريق المبادئ والقيم.
إرسال تعليق