في الآونة الأخيرة، تصدرت أنباء عن شكاوى مرفوعة إلى جهات عليا بشأن استغلال فئة من الأثرياء ورجال الأعمال لزوجاتهم في تهريب الأموال، حيث يقمن بالسفر إلى الخارج محملات بالذهب والمجوهرات الفاخرة. هذه الظاهرة التي أثارت الجدل تكشف عن امتداد عمليات التهريب إلى مستويات مقلقة، حيث يتم بيع تلك السلع في السوق السوداء لشبكات أوروبية، وتتوجه العائدات للاستثمار في شراء عقارات أو إطلاق مشاريع مثل المطاعم.
مدينة الناظور المغربية تبرز كأحد المحاور الرئيسية لهذه الأنشطة، حيث أضحت الظاهرة حديث الشارع مع تصاعد ملحوظ في وتيرتها. ويرتبط ذلك -بحسب محللين- بالأزمات الاقتصادية التي يعاني منها المغرب، لتصبح الحاجة إلى حماية الثروات دافعًا غير مبرر لبعض الأثرياء للجوء إلى أساليب غير قانونية لنقل الأموال.
الناظور بشكل خاص تشهد ازدهارًا لهذه الممارسات لعدة أسباب، لعل أبرزها موقعها الاستراتيجي القريب من البحر والموانئ والمطارات، مما يُسهل عمليات التهريب. بالإضافة إلى ذلك، تظهر بصمات شبكات دولية متخصصة في أوروبا، تعمل على تسهيل تحويل الأموال المهربة أو تشغيلها عبر استثمارات تجارية وشراء مجوهرات ثمينة تُطرح لاحقًا في السوق السوداء.
التحقيقات تشير إلى أن بعض زوجات رجال الأعمال المتورطات في هذه العمليات يقمن بسفرات متكررة بمعدل مرتين شهريًا إلى بلدان أوروبية كإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وهولندا، مستفيدات من علاقات أزواجهن ونفوذهم لتفادي التعرض للمساءلة الجمركية. بعض هذه الزوجات لا يكتفين بتسهيل عمليات تهريب المجوهرات والأموال؛ بل يدرن عائداتها في استثمارات مثل شراء مطاعم ومقاهي تعمل لصالح أزواجهن، مما يخلق شبهات حول تضخم غير طبيعي في المشهد التجاري بالمدينة.
يتضح أن هذه الأنشطة ليست مجرد مبادرات فردية، بل هي جزء من شبكة متشابكة تضم وسطاء بالخارج يساعدون في عمليات الصرف غير القانوني. تقود هذه الشبكات، الموجودة في بلدان مثل إيطاليا وهولندا وفرنسا، عمليات بيع الحلي الثمينة واستثمار عائداتها مقابل الحصول على عمولات مالية.
العلاقات الاجتماعية والروابط المحلية تلعب أيضًا دورًا بارزًا في تسهيل أعمال التهريب. ففي الناظور، يعتمد رجال الأعمال على شبكاتهم العائلية والمعارف لتحديد القنوات الخارجية التي يتم التعامل معها. الأمر الذي يسهم في توطيد هذه الأنشطة غير القانونية وتشجيع استمراريتها، وسط تساؤلات عن مدى تأثيرها على الاقتصاد المحلي والسياسات الرقابية.
الضغوط تتصاعد مع تزايد ظهور العقارات الفاخرة والمشاريع التجارية الجديدة التي قد تحمل في طياتها أبعاد تهريب الأموال. تظل الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت هناك جهود كافية لعودة الأمور إلى نصابها ووضع حد لهذا التمدد المثير للقلق لأنشطة تهريب الأموال في المدينة والمغرب بشكل عام.

The post زوجات اثرياء في الناظور يثرن ازمة كبيرة في المغرب؟ appeared first on أريفينو.نت.
إرسال تعليق