قصة أستاذة أرفود، تحـرش، تأديب، فطعن فموت!

في واحدة من أكثر الحوادث صدمة في الوسط التربوي المغربي، فارقت أستاذة تعمل بمركز التكوين المهني في مدينة أرفود الحياة، بعدما تعرضت لاعتداء وحشي من أحد طلبتها، في جريمة كشفت حجم المخاطر التي قد تحيط بالأطر التربوية خلف جدران المؤسسات التعليمية.

القصة بدأت قبل أسابيع، حين تلقت الأستاذة رسائل هاتفية تحمل إيحاءات وتحرشاً صريحاً من طرف طالب يتابع تكوينه داخل المؤسسة. لم تتردد في التوجه إلى إدارة المركز للتبليغ عما تتعرض له، إيماناً منها بأن هناك مؤسسة تحميها، وقانون يضمن كرامتها داخل فضاء من المفترض أن يكون آمناً.

استجابت الإدارة بتطبيق إجراء تأديبي بنقل الطالب إلى قسم آخر، محاولة بذلك كبح جماح سلوك شاذ كان يجب أن يُواجه بصرامة أكبر. لكنّ القرار لم يكن كافياً لردع المعتدي، الذي امتلأ حقداً ورغبة في الانتقام، لينفذ بعدها جريمته المفجعة: طعن الأستاذة بأداة حادة في الشارع العام، متسبباً لها في جروح بليغة عجلت برحيلها، بعد أيام من المقاومة داخل قسم الإنعاش.

الرحيل لم يكن عادياً، بل كان صدمة تردد صداها في كل مؤسسة تعليمية، وداخل كل قسم دراسي. زملاء الضحية لم يقفوا مكتوفي الأيدي، إذ بادروا إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام المؤسسة، ورفعوا شعارات تندد بالعنف وتطالب بحماية من يفترض أنهم “صنّاع الأمل ومربو الأجيال”.

حادثة أرفود ليست الأولى، لكنها تنذر بمخاطر جسيمة تهدد جسد المدرسة العمومية وروحها، وتدق ناقوس الخطر أمام تزايد الاعتداءات على الأطر التربوية. وهي دعوة صريحة لإعادة النظر في منظومة الحماية، والتعاطي بجدية أكبر مع كل أشكال التحرش والعنف داخل الفضاءات التعليمية.

رحلت الأستاذة، لكن رسالتها الأخيرة كانت واضحة: كرامة المدرّس خط أحمر، وحماية رجال ونساء التعليم مسؤولية الجميع.

 

The post قصة أستاذة أرفود،  تحـرش، تأديب، فطعن فموت! first appeared on صباح أكادير.

Post a Comment

أحدث أقدم