تشهد شوارع مدينة الناظور مؤخراً انتشاراً متزايداً لعمال توصيل الطلبات عبر الدراجات النارية، مدفوعاً بتنامي الاعتماد على خدمات التوصيل السريع للمطاعم والمتاجر المختلفة. ورغم أن هذه الخدمة تقدم حلاً عملياً وسريعاً للكثير من السكان، إلا أنها بدأت تتحول إلى مصدر قلق متنامٍ ومصدر خطر حقيقي على حركة المرور وسلامة مستعملي الطريق.
فمع تكاثر أعداد سائقي دراجات التوصيل، لوحظ بشكل مقلق تنامي ظاهرة القيادة المتهورة وعدم الاكتراث بقوانين السير الأساسية من قبل شريحة واسعة منهم. يرصد المواطنون يومياً سلوكيات قيادة خطرة باتت تهدد أمنهم وسلامتهم، وتزيد من فوضى السير في شوارع المدينة التي تعاني أصلاً من ضغط مروري في بعض الأحيان.
مخالفات بالجملة وتهور مستمر
تتعدد أشكال المخالفات التي يرتكبها بعض سائقي دراجات التوصيل، ولعل أبرزها:
- السرعة المفرطة: في سباق محموم لتوصيل الطلبات بأسرع وقت ممكن، يلجأ الكثيرون إلى قيادة دراجاتهم بسرعات جنونية داخل الأحياء السكنية والشوارع المزدحمة، غير عابئين بالمخاطر المترتبة على ذلك.
- عدم احترام الأسبقية والإشارات الضوئية: تجاوز الإشارات الحمراء، وعدم احترام علامات “قف” أو إعطاء الأسبقية للغير، أصبحت ممارسات شبه يومية تعرض حياة الجميع للخطر.
- السير في الاتجاه الممنوع والمناورات الخطيرة: لا يتردد بعض السائقين في السير عكس الاتجاه أو القيام بمناورات وتجاوزات خطيرة بين السيارات، مما يربك السائقين الآخرين ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
- عدم استخدام تجهيزات السلامة: يُلاحظ غياب الخوذة الواقية لدى عدد كبير من السائقين، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بصيانة الدراجة أو التأكد من عمل الأضواء ليلاً، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابات الخطيرة في حال وقوع حادث.
- استخدام الهاتف أثناء القيادة: الانشغال بالهاتف لتلقي الطلبات أو متابعة مسار التوصيل أثناء القيادة يقلل من تركيز السائق ويزيد من خطر وقوع الحوادث بشكل كبير.
عواقب وخيمة وتساؤلات حول المسؤولية
هذه الممارسات المستهترة لا تهدد سلامة سائقي الدراجات أنفسهم فحسب، بل تطال المشاة وسائقي السيارات الآخرين، وتساهم في زيادة حدة الازدحام المروري والشعور بانعدام الأمان على الطريق. وقد وقعت بالفعل حوادث متفرقة كان أبطالها سائقو توصيل، مما يطرح تساؤلات حول مسؤولية الشركات المشغلة ومدى التزامها بتدريب وتوعية العاملين لديها بقواعد السلامة المرورية. كما يُطرح تساؤل حول مدى فعالية الرقابة الأمنية في ردع هذه السلوكيات.
دعوات للتدخل العاجل
أمام هذا الوضع المقلق، تتعالى أصوات المواطنين ومستعملي الطريق في الناظور مطالبة بتدخل عاجل من السلطات المعنية. ويشمل ذلك تشديد الرقابة المرورية وتطبيق القانون بصرامة على المخالفين دون تساهل، وإلزام الشركات المشغلة بتنظيم دورات تكوينية إلزامية لعمال التوصيل حول قوانين السير وأخلاقيات القيادة الآمنة، والتأكد من توفرهم على التراخيص والتأمينات اللازمة.
إن خدمة التوصيل السريع باتت ضرورة في العصر الحالي، لكن لا ينبغي أن تكون هذه الخدمة على حساب أرواح الناس وسلامة الطرقات. يجب إيجاد توازن يضمن استمرارية هذه الخدمة الحيوية مع الحفاظ على بيئة مرورية آمنة ومنضبطة للجميع في مدينة الناظور.
The post فوضى دراجات التوصيل بالناظور: خطر كبير على الجميع appeared first on أريفينو.نت.
إرسال تعليق