انسحاب دول الساحل يُربك إيكواس

عقدت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) جلسة استثنائية، اليوم الثلاثاء في العاصمة الغانية أكرا، لمناقشة تداعيات انسحاب مالي والنيجر وبوركينافاسو، وهي خطوة تهدد استقرار وتماسك المنظمة التي تأسست قبل خمسة عقود لتعزيز التكامل والاندماج الإقليمي.

الاجتماع، المنعقد على مستوى وزراء خارجية دول المجموعة، والممتد ليومي 22 و23 أبريل، يركّز على آليات تنفيذ انسحاب الدول الثلاث، وانعكاساته على مؤسسات ووكالات المنظمة العاملة داخل أراضيها، في ظل استمرار تعقيد الأوضاع السياسية والأمنية في منطقة الساحل.

وكانت الدول الثلاث قد أعلنت، في يناير 2024، انسحابها رسميًا من إيكواس من خلال بيان مشترك باسم “تحالف دول الساحل”، متهمة المنظمة بالخضوع لتأثيرات قوى أجنبية تناقض مبادئها التأسيسية، وهو ما اعتبرته الإيكواس تقويضًا لجهودها في الحفاظ على الوحدة الإقليمية.

ورغم موافقة المنظمة لاحقًا على طلب الانسحاب، فإنها اقترحت فترة انتقالية مدتها 6 أشهر لإفساح المجال للحوار، إلا أن محاولات الوساطة التي قادها رؤساء كل من السنغال وتوغو وغانا لم تنجح في إقناع المجالس العسكرية الحاكمة في الدول الثلاث بالعدول عن القرار.

ويأتي هذا التصدع داخل إيكواس قبيل الذكرى الخمسين لتأسيسها، وسط مخاوف من تأثيره العميق على مستقبلها، لا سيما أن الدول المنسحبة تشكّل أكثر من نصف المساحة الجغرافية للمجموعة (نحو 2.78 مليون كلم²) ويقطنها أكثر من 73 مليون نسمة، أي ما يعادل 20.8% من إجمالي سكان المنظمة.

وتُحذر مفوضية إيكواس من أن استمرار هذا الانقسام قد يُعيق مشاريع التنمية والتكامل الاقتصادي في غرب إفريقيا، ويُعيد المنطقة إلى دوامة التوترات والانقسامات السياسية.

The post انسحاب دول الساحل يُربك إيكواس first appeared on صباح أكادير.

Post a Comment

أحدث أقدم