بقلم / شبيهنا ماءالعينين.
اسبانيا تعتزم منح جنسيتها للصحراويين المسجلين في احصائها ولحفدتهم .والمغرب يرحب بعودة الصحراويين من مخيمات تندوف الذين شملهم نفس الإحصاء…
هذه المرجعية طفت على السطح تزامنا مع تقارير إعلامية تفيد بأن ولاية ترامب الثانية ستشهد نهاية نزاع الصحراء. مستندة في ذلك الى تصريحات لكبار مسؤولي البيت الأبيض تؤكد على ان ادارة ترامب تؤيد مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب.
ذات المقترح حظي باعتراف اسباني وفرنسي ومن لدن دول عدة بالقارتين الافريقية والامريكية اللاتينية. وكذا بتكتلات عربية كمجلس التعاون الخليجي…
على الأرض بكبريات حواضر الصحراء العيون والداخلة قنصليات لعدة دول افريقية وغيرها ..لكن اعتراف امريكا وفرنسا واسبانيا لم يترجم بعض على الارض من خلال انتداب بعثات دبلوماسية وهو ما روج له اعلاميا في الشهور الأخيرة او ما استشف من تصريحات لمسؤولين خاصة الفرنسيين منهم ..لازالت ضمن الاستهلاك الاعلامي بحسب العديد من المراقبين.
تفاؤل بشأن اعتزام المنتظم الدولي انهاء نزاع الصحراء هكذا هو الانطباع العام السائد هنا بالمغرب استنادا الى مؤشرات سياسية واقتصادية واقليمية ودولية.
لكن بالمقابل لايحظى سباق التسلح في المنطقة بتغطيات اعلامية ولاببرامج حوارية تضعه في وضعه الطبيعي آنيا ومستقبليا…
المغرب ابرم صفقات تسلح جد متطورة وبدأ تنفيذها …نفس الشيء ينطبق على الجزائر… التي تواجه خطر الجماعات المسلحة على الحدود مع مالي….
والعالم معها يرقب نشاط تلك الجماعات بدول الساحل الافريقي بالصحراء الكبرى…
وهو ما يفسر اعتزام امريكا بناء قاعدة عسكرية بجهة الداخلة اقصى جغرافيا الصحراء المغربية.
الخبر تناولته عدة تقارير اعلامية محلية ودولية.
على بعد اشهر سيحتفي المغرب بالذكرى الذهبية للمسيرة الخضراء التي بموجبها استرجع اقاليم الصحراء. وسط تفائل وطني بنهاية النزاع مع جبهة البوليساريو. التي تنازعه على الاقليم المسترجع.
تفاؤل ان بحثت له عن مبرر فلن تجده واقعيا رغم اجواء الانفراج ليس في العلاقات المغربية الجزائرية بل فقط في تزايد الاشادة الدولية بمقترح الحكم الذاتي المغربي. فهل الاشادة تكفي؟؟ بل لنذهب ابعد من ذلك هل اعتراف قوى دولية وازنة بالمقترح المغربي كفيل بطي هذا الملف؟؟
وهل الانتفاضات التي تشهدها مخيمات اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف والوضع الانساني المزري عاملان يحظيان باهتمام اعضاء مجلس الأمن والامم المتحدة ومبعوثها؟؟؟…هذا الأخير لم يخرج تقريره لمجلس الأمن قبل ايام عن مضامين التقارير الاممية السابقة…
ضرورة التفاوض على حل يرضي جميع الأطراف…ودعوة اعضاء مجلس الأمن للضغط على الأطراف الاقليمية من أجل اطلاق خارطة طريق جديدة نحو حل نهائي للنزاع…
فهل يفهم من تقرير المبعوث الخاص للامم المتحدة المكلف بنزاع الصحراء أن الحل يكمن في خارطة جديدة ولم اغفل تفصيل اوجهها او اقتراح آلياتها باستثناء خلفية التفاوض.
لايخفى على أحد أن الصحراء المغربية مقبلة على استثمارات دولية ضخمة ولعل انخراط المغرب بقوة في تهييئ البنية التحتية وتقويتها من اتصالات وطرق سريعة وموانئ بمدن واقاليمه الصحراوية .عوامل مجتمعة تؤكد على قرب نهاية معضلة الصحراء… او الابقاء على وضعه دون تصعيد …
الجزائر المعنية والحاضنة لمخيمات تندوف تعي جيدا ان التعاطي مع نزاع الصحراء لم يعد يقبل كلاسكيته السياسية. ذلك ان تسارع الأحداث الدولية عقب وباء الكوفيد بدءا بابادة غزة ونهاية النظام السوري و المد الاستراتيجي الايراني ودخول روسيا مع ترامب في صفقات تسويات لحرب اوكرانيا. والحرب التجارية والاقتصادية بين امريكا والغرب من جهة. وامريكا والصين من جهة أخرى….
وعودة العلاقات الفرنسية المغربية الى سابق عهدها…اوراق تحتاج الى قراءة جزائرية اكثر برغماتية من ذي قبل. والواقع ان الرهان على أزمة العلاقات الجزائرية الفرنسية وتصاعدها بمواقف ندية للاعتقاد بأن نزاع الصحراء يمكن القفز على الجزائر دونه أمر مجانب للصواب. بل ان تحسن العلاقات الفرنسية وعودتها الى سابق عهدها يتوجب علينا التسليم به فالاكيد انها مسألة وقت ولطالما عودت فرنسا مستعمراتها السابقة على هكذا مد وجزر في علاقتها السياسية….الى ان الروابط التاريخية والاطماع الاقتصادية لها لغتها…وهي الفيصل…
ختاما الاكيد ان حل نزاع الصحراء يكمن في مصالح دول وشعوب المنطقة المغاربية خاصة المغرب والجزائر .فأي كيان وهمي يقتطع من سيادة وأرض اي منهما لن يكون سوى وبالا عليهما سياسيا واقتصاديا… وقوتهما في الحفاظ على وحدتهما الترابية لكل منهما .
حينها سيكونان لاعبين اقليميين دوليين لصالح قضايا الامة العربية والاسلامية واولها القضية الفلسطينية…. ذلك يعيه المنتظم الدولي ولاعبيه الكبار فهل سيسمحون بذلك…؟؟؟
The post الصحراء المغربية بين الاشادة والدعوة الى خارطة طريق جديدة. appeared first on الرباط نيوز.
إرسال تعليق