يشكل المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، الذي بلغ دورته السابعة عشرة، حدثًا استثنائيًا يتجاوز كونه مجرد فضاء لتسليط الضوء على مستجدات عالم الفلاحة ، وتبادل التجارب والخبرات في المجال ، واستثمار الشراكات لتطوير القطاع الفلاحي الوطني وكذا التعريف بمختلف المنتجات والتقنيات الفلاحية. الوطنية والدولية . لقد ترسخ هذا المعرض كمنصة استراتيجية حقيقية تساهم بشكل فعال في خلق دينامية اقتصادية وسياحية ملحوظة على مستوى حاضنته : العاصمة الإسماعيلية والجهة ككل، وذلك بفضل تضافر جهود مختلف المتدخلين و الفاعلين ، وفي مقدمتهم السلطات المحلية وعلى رأسها السيد عبد الغني الصبارعامل عمالةمكناس، و وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات.
فعلى الصعيد الاقتصادي، يمثل المعرض الدولي للفلاحة محفزًا قويًا للنشاط التجاري والاستثماري، حيث يستقطب آلاف العارضين والزوار من مختلف ربوع المملكة وخارجها، مما يخلق فرصًا واعدة للتبادل التجاري وعقد شراكات و صفقات بين المهنيين في القطاع الفلاحي والصناعات الغذائية المرتبطة به. كما يساهم المعرض في التعريف بالمنتجات المحلية وتسويقها على نطاق واسع، مما يعود بالنفع على الفلاحين والتعاونيات والشركات العاملة في القطاع. بالإضافة إلى ذلك، يشكل المعرض فرصة سانحة لاستقطاب الاستثمارات الجديدة في القطاع الفلاحي والصناعات التحويلية، مما يساهم في خلق فرص عمل وتعزيز النمو الاقتصادي المحلي والجهوي.
أما على المستوى السياحي، فيضفي المعرض الدولي للفلاحة حيوية خاصة على مدينة مكناس بإرثها الحضاري المشرق و موروثها الثقافي المتنوع . فخلال فترة انعقاده، تشهد المدينة تدفقًا كبيرًا للزوار من مختلف ربوع المملكة ومن خارجها ، بمن فيهم المهنيون والباحثون والسياح المهتمون بالقطاع الفلاحي وبالمنتجات المجالية حيث ينتعش قطاع الفندقة والمطاعم والنقل والخدمات المرتبطة بالسياحة بشكل ملحوظ، مما يساهم في تحقيق عائدات اقتصادية إضافية ويعزز جاذبية المدينة كوجهة سياحية متميزة.
و إن النجاح الذي تشهده الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة بمكناس لم يكن ليتحقق لولا الدور المحوري الذي قامت به السلطات المحلية، وعلى رأسها السيد العامل الحريص دوما على جعل مكناس قاطرة للتنمية و قلعة للإشعاع الإقتصادي والسياحي والثقافي والرياضي تتبوأ مكانة متميزة ضمن كبرى حواضر المملكة. فلقد عملت سلطات العاصمة الإسماعيلية ، بتنسيق وثيق مع مختلف القطاعات المعنية والجماعات الترابية ، على تهيئة الظروف الملائمة لإنجاح هذه التظاهرة الكبرى من خلال تطوير البنية التحتية اللازمة، وضمان الأمن والسلامة للزوار والعارضين ، وتقديم الدعم اللوجستي الضروري. كما لعبت جهود السيد العامل دورًا حاسمًا في تعبئة مختلف الفاعلين المحليين للانخراط الفعال في مختلف فعاليات المعرض والحرص على على أن تكون نسخته 17 في مستوى التطلعات والإنتظارات.
و في السياق ذاته، لا يمكن إغفال الدور الريادي الذي تضطلع به وزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات في التنظيم والإشراف على هذا الحدث الوطني الهام ذي البعد الدولي . فقد حرصت الوزارة على أن تكون هذه الدورة منصة للابتكار وتبادل الخبرات واستعراض
أحدث التقنيات في المجال الفلاحي. كما عملت على استقطاب مشاركة دولية وازنة، مما أضفى على المعرض تميزا و عزز مكانته كملتقى دولي رائد في القطاع الفلاحي. و إن الرعاية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للقطاع الفلاحي وتوجيهاته الرشيدة الهادفة إلى تطوير القطاع ، كانت ولا تزال الدافع الأساسي لإنجاح هذا المعرض وتحقيق رهاناته التنموية.
دون شك أن المعرض الدولي للفلاحة بمكناس يشكل نموذجًا ناجحًا لتضافر الجهود بين السلطات المحلية والجماعات الترابية و الشركاء والوزارة الوصية والقطاع الخاص، والإعلام والمجتمع المدني، من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
و هو دليل قاطع على الالتزام الراسخ بدعم القطاع الفلاحي وتعزيز دوره المحوري في التنمية الشاملة للمملكة.
و لقد استطاع المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، على مدى دوراته المتعاقبة، أن يرسخ مكانته كمحطة لإبراز المجهودات الجباراة التي تبذلها المملكة المغربية ، بفضل الرؤية السديدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، للنهوض بقطاعات بلادنا الحيوية وترسيخ وتعزيز دور المغرب كقوة اقتصادية صاعدة.
ولقد استطاع المعرض الدولي للفلاحة بمكناس كذلك أن يعزز مكانته كإحدى أهم الملتقيات الدولية التي تستقطب أهم الخبراء والمستثمرين والفاعلين في المجال فضلا عن عرض التكنولوجيا الفلاحية الحديثة ، وتثمين جهود الفلاحين والمنتجين المحليين . وبفضل الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله لدورات المعرض ،
ومع استضافة الدورة السابعة عشرة هذه السنة تحت شعار “الزراعة والعالم القروي: الماء في صلب التنمية المستدامة”، يؤكد المعرض على أهمية القضايا الراهنة والتزامه بالمساهمة في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة .
إرسال تعليق