المغرب يستنجد باسبانيا لانقاذ موائد فقراءه؟

تشهد الأسواق المغربية في الآونة الأخيرة تحركات لافتة في قطاع استيراد البصل، حيث أكدت مصادر مهنية أن المغرب قد فتح باب استيراد البصل الجاف لمواجهة النقص الذي تعانيه الأسواق المحلية. في ظل هذا الوضع، لجأ التجار إلى السوق الإسباني لاستيراد هذه المادة الحيوية، والتي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار محليًا.

وفقًا لما أفادت به المصادر، دخلت كميات من البصل الإسباني إلى الأسواق المغربية، ووُضعت للبيع في سوق الجملة بالدار البيضاء بسعر 7 دراهم للكيلوغرام الواحد، بينما يبلغ سعر البصل الجاف المحلي 11 درهمًا. هذا الفارق في الأسعار انعكس بدوره على البيع بالتجزئة، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من البصل الأحمر الجاف إلى 13 درهمًا، وهو ما أثار استياء المستهلكين الذين يعانون بالفعل من ضغوط معيشية متزايدة.

يرجع هذا التباين في الأسعار، حسب تصريحات مهنية، إلى عدة عوامل تؤثر على المعروض المحلي. أبرزها أزمة ندرة المياه التي تعيشها البلاد، والتي أضعفت الإنتاج الزراعي بشكل عام وإنتاج البصل تحديدًا. كما أن عمليات تصدير البصل خلال الأشهر الماضية، خاصة إلى دول إفريقية مثل موريتانيا والسنغال، ساهمت في تقليص الكميات المتوفرة في السوق المحلي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الكميات المحدودة تتزامن مع اقتراب موسم إنتاج البصل من نهايته.

خلال السنوات الخمس الماضية، كانت الأسواق الإفريقية، إلى جانب هولندا، وجهة رئيسية لصادرات المغرب من البصل، حيث لم تتجاوز الشحنات الموجهة إلى وجهات أخرى ألف طن سنويًا. في حين تُظهر سجلات التصدير أن أول شحنة مغربية من البصل إلى الإمارات وُثّقت عام 2009 بإجمالي لم يتعد 500 كيلوغرام. مع ذلك، شهدت الصادرات نموًا ملحوظًا عبر السنوات، حيث وصلت إلى 450 طنًا بحلول عام 2013. إلا أن عام 2024 مثّل نقلة نوعية للصادرات المغربية، التي ارتفعت إلى أكثر من عشرة أضعاف مما سجلته خلال العقد الأخير.

بوجه عام، صدّر المغرب في عام 2024 البصل إلى ما يصل إلى 31 دولة مختلفة. ومن بين أبرز الأسواق، برزت الإمارات كواحدة من أهم الوجهات لهذا المنتج المغربي. ومع نهاية العام نفسه، نجح المغرب في أن يكون ضمن قائمة أكبر ثمانية موردين للبصل في السوق الإماراتي بحصة سوقية بلغت 1.5%. ورغم وجود منافسة شرسة في هذا السوق الذي يضم حوالي 30 دولة مستوردة للبصل، فإن المغرب عزز مكانته كمصدر رئيسي للمنتج.

في ظل هذه التطورات والتحولات في أسواق البصل محليًا ودوليًا، يبدو أن التحديات المناخية وارتفاع الطلب على الصادرات هما العاملان الرئيسيان اللذان شكلا واقع سوق البصل بالمغرب اليوم. السؤال يبقى: هل يمكن للمغرب إيجاد توازن بين احتياجات أسواقه الداخلية وطموحاته التصديرية؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن الإجابة.

The post المغرب يستنجد باسبانيا لانقاذ موائد فقراءه؟ appeared first on أريفينو.نت.

Post a Comment

أحدث أقدم