في أمسية رياضية حبست الأنفاس على أرضية الملعب الشرفي بمكناس، نجح النادي المكناسي في تحقيق فوز مصيري على حساب أولمبيك آسفي بهدف دون رد، في افتتاح منافسات الجولة 26 من البطولة الاحترافية – القسم الأول. انتصار لم يكن عاديا، بل حمل في طياته الكثير من الدلالات، أهمها أن “الكوديم” ما زال حيا يُرزق في عالم الكبار، وأنه يرفض الاستسلام لفكرة العودة إلى القسم الثاني.
منذ اللحظات الأولى للمواجهة، بدا أولمبيك آسفي عازما على خطف التقدم السريع، وفعلا هز الشرقي البحري الشباك في الدقيقة الرابعة، إلا أن فرحته لم تدم، بعدما تدخل حكم اللقاء وألغى الهدف بعد عودته لتقنية “الڤار”، بداعي وجود خطأ في بناء الهجمة. لحظات بعد ذلك، انقلبت الموازين، حين تلقى البحري البطاقة الحمراء، ليُجبر أبناء عاصمة المحيط على إكمال اللقاء بعشرة لاعبين منذ الدقيقة السابعة.
ورغم النقص العددي، أبدى الضيوف صلابة دفاعية، فيما افتقد أصحاب الأرض للتركيز واللمسة الأخيرة في الشوط الأول. فرص ضائعة هنا وهناك، وشباك صامدة بتألق الحارسين قرنان وبوناكة، جعلت النصف الأول ينتهي بدون أهداف.
لكن في الشوط الثاني، تغيرت المعطيات تدريجيا، خصوصا مع رغبة الكوديم في استغلال فرصة لا تُعوض. وبعد ضغط متواصل وتغييرات تكتيكية، تمكن أنس المهراوي من فك شفرة المباراة، مسجلا هدفا ثمينا في الدقيقة 78، وسط فرحة هيستيرية من جماهير “الكوديم”.
ورغم طرد اللاعب أسامة الداوي من جانب النادي المكناسي قبل نهاية اللقاء بـ20 دقيقة، إلا أن زملاء معاد كولوس صمدوا ببسالة أمام محاولات آسفي، وحافظوا على النتيجة حتى صافرة النهاية.
بهذا الفوز، رفع النادي المكناسي رصيده إلى 33 نقطة في المركز العاشر، مبتعدا بفارق مريح عن منطقة الخطر، مما يمنحه نوعا من الطمأنينة في الجولات الأربع الأخيرة. أما أولمبيك آسفي، فتجمد رصيده عند 38 نقطة، ليبقى في المنطقة الدافئة، لكنه سيحتاج لتصحيح مساره في الأسابيع القادمة لضمان نهاية مريحة للموسم.
هي ثلاث نقاط… لكنها بمذاق البقاء والكرامة لفريق عريق، كتب فصلا جديدا من فصول نضاله في البطولة الاحترافية.
إرسال تعليق