موكوينا.. بين التهويل والواقع

القسم الرياضي : محمد غفغوف

عندما أعلن الوداد الرياضي تعاقده مع الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، سادت موجة من الحماس والتطبيل، سواء من الجماهير أو الإعلام أو حتى من رئيس النادي آيت منا، الذي قدمه كمدرب استثنائي قادر على إعادة الفريق إلى القمة، لكن مع مرور المباريات، تكشّفت الحقيقة تدريجياً، واتضح أن المدرب الشاب يعاني من محدودية واضحة، إن لم نقل إنه فشل في قيادة الفريق نحو الأداء المقنع.

فموكوينا جاء بسيرة ذاتية يغلب عليها العمل كمساعد مدرب، وقدّم البعض التتويج القاري مع صنداونز كدليل على كفاءته، لكن سرعان ما اصطدم جمهور الوداد بواقع مختلف، النتائج المتذبذبة، العجز التكتيكي، غياب لمسة فنية واضحة، والتخبط في اختيارات التشكيلة كانت كلها مؤشرات على أن الرجل لا يملك الأدوات الكافية لتدريب فريق بحجم الوداد.

إلى أن جاءت الهزيمة أمام المغرب التطواني أمس السبت، لتكون بمثابة دليل آخر على ضعف موكوينا أمام فريق متواضع، يحتل مراكز متأخرة في الترتيب، ومع ذلك نجح في إسقاط الوداد، وكشف هشاشة خططه التكتيكية.

 

مبارا ة أمس، لم تكن مجرد خسارة في مباراة، بل استمرارًا لسلسلة من العروض الباهتة التي تؤكد أن الفريق يسير نحو أزمة حقيقية.

صحيح أن موكوينا يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، لكن لا يمكن تجاهل أن إدارة الوداد نفسها متخبطة في اختياراتها، سواء على مستوى الانتدابات أو السياسة العامة للفريق، فالرئيس آيت منا بالغ في تسويق المدرب، لكنه الآن مطالب بمراجعة قراراته قبل أن ينتهي الموسم بانتكاسة كبرى

فالجماهير الودادية لن تصبر طويلاً، وإذا استمر الأداء بهذا الشكل، فقد تكون الإقالة مسألة وقت فقط، الوداد نادٍ كبير، يحتاج إلى مدرب بشخصية قوية، قادر على فرض أسلوب واضح، وإعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية، وهو ما يبدو أن موكوينا غير قادر على تحقيقه.

Post a Comment

أحدث أقدم