صناع الزليج البلدي بفاس يدقون ناقوس الخطر: بين رداءة الطين وتحديات الآلات

فاس : محمد غفغوف

في لقاء جمع أعضاء المكتب النقابي لقطاع صناع الزليج البلدي وحرفييه بفاس، المنضوي تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، تمت مناقشة مجموعة من الإشكالات التي تهدد مستقبل هذه الحرفة العريقة.

وركز الصناع خلال اللقاء الذي ترأسه الكاتب الإقليمي ادريس أبلهاض، على مشكل رداءة الطين المستعمل في صناعة الزليج، حيث اشتكى الحرفيون من ضعف جودته وتأثيره المباشر على متانة وأصالة المنتج النهائي، مما يهدد سمعة الزليج الفاسي الذي يعد من أبرز رموز الصناعة التقليدية المغربية.

كما عبّر الصناع عن قلقهم من الانتشار المتزايد لاستعمال الآلات في صناعة الزليج، وهو ما اعتبروه تهديدًا مباشرًا للحرفة اليدوية، إذ يؤدي إلى انخفاض الجودة ويفقد المنتوج قيمته الفنية التي اشتهرت بها مدينة فاس عبر العصور.

وأكد الحرفيون على ضرورة التصدي لهذه الممارسات التي تسهم في إغراق السوق بمنتجات ذات جودة متدنية، مما قد يؤثر على مكانة الزليج المغربي على الصعيدين الوطني والدولي.

وفي ختام اللقاء، دعا أعضاء المكتب النقابي الجهات الوصية إلى التدخل العاجل لحماية هذه الحرفة التراثية، من خلال تشديد الرقابة على جودة المواد الأولية ودعم الصناع التقليديين للحفاظ على الطابع الأصيل للزليج الفاسي، باعتباره إرثًا ثقافيًا يجب صونه للأجيال القادمة.

Post a Comment

أحدث أقدم