في خطوة تحمل دلالات استراتيجية بالغة الأهمية، أصدر معهد هدسون الأمريكي تقريرًا مفصلًا يدعو الإدارة الأمريكية إلى تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، مشيرًا إلى أن هذه الجبهة لم تعد مجرد طرف في نزاع إقليمي، بل تحولت إلى فاعل مسلح يهدد الأمن القومي الأمريكي ويقوض الاستقرار الإقليمي.
وجاء التقرير، الذي يحمل عنوان “الحجة الاستراتيجية لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية”، ليركز على التهديدات المتنامية التي تشكلها الجبهة، موضحًا أن الصراع في الصحراء الغربية لم يعد نزاعًا مجمدًا، بل أصبح جبهة نشطة تتقاطع فيها أجندات قوى دولية مناوئة للمصالح الأمريكية.
ويوجه معهد هدسون، من خلال وثيقته التحليلية، اتهامات صريحة للبوليساريو، تتعلق بانخراطها في شبكات تهريب الأسلحة وتورطها في علاقات وثيقة مع تنظيمات مصنفة إرهابية مثل حزب الله وحزب العمال الكردستاني، إضافة إلى تلقيها دعماً لوجيستيًا من إيران عبر وساطة الجزائر، وامتلاكها طائرات مسيرة إيرانية، وهو ما يعزز مخاوف واشنطن من تصاعد النشاطات المتطرفة في منطقة الساحل.
ويبرز التقرير أيضاً اسم عدنان أبو وليد الصحراوي، العضو السابق في البوليساريو الذي أصبح لاحقاً زعيماً لتنظيم “داعش” في الصحراء الكبرى، وكان مسؤولاً عن الهجوم الذي أودى بحياة أربعة جنود أمريكيين في النيجر سنة 2017، معتبراً ذلك مثالًا حياً على خطورة البيئة التي تحتضنها مخيمات تندوف كمجال للتجنيد والتطرف العنيف.
وأكد التقرير أن أنشطة الجبهة تتجاوز المعايير المعتمدة لتصنيف منظمة كإرهابية، مشيراً إلى أن الجبهة تحولت إلى أداة جيوسياسية تستخدمها أنظمة استبدادية كإيران وروسيا والصين، للحد من نفوذ الغرب وإضعاف الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في شمال إفريقيا، وفي مقدمتهم المغرب.
ودعا معهد هدسون إلى تبني قرار سياسي حاسم يصنف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي، معتبراً أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تكرّس دعم واشنطن للمغرب كحليف رئيسي خارج حلف الناتو، وتؤكد التزامها بمحاربة الإرهاب والتطرف في مناطق النزاع.
ويختتم التقرير برسالة واضحة: الوقت لم يعد يحتمل الجمود، وعلى الولايات المتحدة أن تتحرك بشكل حازم للدفاع عن مصالحها وحلفائها، في منطقة تتسم بالهشاشة وتغذيها قوى تسعى لخلق الفوضى.
The post هدسون الأمريكي، البوليساريو تهديد إرهابي يستدعي تصنيفا أمريكيا عاجلا first appeared on صباح أكادير.
إرسال تعليق