عين الشقف تحتضن ندوة وطنية حول مستقبل الرياضة في العالم القروي

القسم الرياضي : محمد غفغوف

بعد توقف دام سنوات بسبب ظروف ذاتية وموضوعية، تعود جمعية ملتقى حوار في الرياضة إلى الواجهة بتنظيم ندوة وطنية هامة تحت عنوان “أي مستقبل للنهوض بالرياضة في العالم القروي؟” وذلك يوم 13 يونيو 2025، تأتي هذه الندوة في إطار فعاليات النسخة الأولى من المهرجان الوطني للرياضة في العالم القروي، الذي ستحتضنه جماعة عين الشقف بإقليم مولاي يعقوب.

وسيشهد المهرجان الوطني للرياضة في العالم القروي تنظيم مجموعة من الفقرات المتنوعة، من بينها ندوات فكرية، وورشات “ماستر كلاس”، وحفلات تكريم، ومباريات رياضية مختلفة، بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه تطوير الرياضة في المناطق القروية وإبراز الحلول الممكنة للنهوض بها.

وتعد هذه الندوة الوطنية فرصة سانحة لمناقشة الإكراهات البنيوية التي تعيق تطور الرياضة في العالم القروي، حيث تعاني هذه المناطق من ضعف البنية التحتية الرياضية، ونقص التجهيزات، وغياب التأطير التقني، وضعف التمويل والدعم المؤسساتي، وسيحضر الندوة نخبة من الفاعلين في المجال الرياضي، من أكاديميين، ومسؤولين، وإعلاميين، وممارسين، لتبادل الرؤى حول سبل تحقيق نهضة رياضية حقيقية في الأوساط القروية.

وتشكل الرياضة في العالم القروي رافعة أساسية للتنمية البشرية والاجتماعية، إذ تساهم في تحقيق الإدماج الاجتماعي، ومحاربة الهدر المدرسي، وتعزيز الصحة البدنية والعقلية لدى الأطفال والشباب، كما يمكن للرياضة أن تكون مدخلًا لخلق فرص اقتصادية جديدة، سواء من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرياضية أو دعم المواهب المحلية وتمكينها من الوصول إلى الاحترافية.

 

ورغم الجهود المبذولة في بعض المناطق، إلا أن الرياضة القروية ما زالت تعاني من تهميش واضح مقارنة بالوسط الحضري، حيث تتركز معظم المنشآت والبرامج الرياضية في المدن الكبرى، مما يحرم أطفال وشباب العالم القروي من حقهم في ممارسة الرياضة في بيئة مناسبة.

وتحتاج الرياضة في العالم القروي إلى رؤية استراتيجية شاملة تدمج بين تأهيل البنيات التحتية، وتوفير التجهيزات، وتكوين الأطر التقنية، وتحفيز الجمعيات الرياضية، بالإضافة إلى إدراج الرياضة في المناهج الدراسية ودعم الرياضات التقليدية المحلية. كما أن الشراكة بين الجماعات الترابية، والقطاع الخاص، والجامعة الملكية المغربية للرياضة، والمؤسسات التربوية تبقى عاملًا أساسيًا لتحقيق طفرة حقيقية في هذا المجال.

و من المؤكد، أن تخلص هذه الندوة الوطنية إلى توصيات عملية تساهم في بلورة حلول ناجعة للنهوض بالرياضة في العالم القروي، وجعلها عنصرًا أساسيًا في التنمية المحلية، كما سيكون المهرجان الوطني للرياضة في العالم القروي فرصة لترسيخ ثقافة رياضية عادلة تشمل جميع الفئات والمجالات، بعيدًا عن التمركز الحضري الذي طالما ميز المشهد الرياضي الوطني.

ويبقى الأمل معقودًا على مثل هذه المبادرات لإعادة الرياضة القروية إلى واجهة الاهتمام الوطني، وإعطائها المكانة التي تستحقها ضمن السياسات العمومية، تحقيقًا لتنمية متوازنة يستفيد منها جميع المواطنين، بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية أو أوضاعهم الاقتصادية.

Post a Comment

أحدث أقدم