مشاريع “شبه وهمية” ومحلات مهدمة: فوضى إعادة الهيكلة في مدينة بركان تفضح هشاشة التخطيط

صباح  الشرق

في مشهد صارخ من التدهور العمراني، تبرز معالم فوضى شاملة في قلب مدينة بركان، حيث تلتقي عشوائية التدمير مع غياب التخطيط، ليكتمل مشهد الفوضى العمرانية التي تئن تحت وطأتها العديد من الأحياء والشوارع.

مشاريع “إعادة الهيكلة” التي كان يُفترض أن تُعيد للمدينة رونقها، تحولت إلى مجرد شعارات فارغة، وأصبحت شوارعها تكتظ بمواقع البناء المهدم، والمحلات التجارية المدمرة، والحفر التي تقطع الطرقات والأرصفة.

من أبرز الأمثلة على هذه الفوضى العمرانية البارزة، تبرز بناية السجن المحلي السابق ببركان والحي الإداري للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي المجاور، حيث جُرفت هذه المباني بشكل عشوائي، ما ترك آثاراً بالغة على المنظر العام للمدينة.

إلى جانب ذلك، تكدس الحجارة في قاعة 11 يناير المجاورة للملعب البلدي ببركان، ما أصبح يهدد السلامة العامة، إذ يُسهل تراشق الحجارة بين الجمهور، في ظل غياب أي تدخل رسمي لتنظيف المكان أو إعادة تأهيله.

أما في شارع محمد الخامس، أين كانت تقع بناية الدرك الملكي سابقا، فقد تعرضت هي الأخرى للهدم، ليبقى الموقع على حاله بلا أي إشارات أو لوحات تعريفية تشير إلى طبيعة الأشغال أو خطط إعادة البناء، نفس الحال ينطبق على بناية كانت تأوي موظفي الدرك الملكي بشارع السلطان مولاي محمد، وكذلك البناية الخاصة بالأعمال الاجتماعية لرجال التعليم، التي أصبحت مجرد أنقاض، لا تجد إلا الحجارة والأتربة.

ورغم مرور عدة أشهر على هذه الأوراش، لا تبدو أي مؤشرات على التقدم أو الانتهاء من هذه المشاريع…معظمها توقف في منتصف الطريق، دون أي تفسير أو توضيح رسمي من الجهات المسؤولة. فلا لوحات توضح هوية المشروع أو تفاصيله، ولا سياجات لحماية المارة من الأخطار المحتملة.

هذا الوضع غير المقبول يثير استياء سكان المدينة وتجارها الذين يعيشون وسط ورش بناء مفتوحة لا يُعرف متى ستغلق أبوابها…في غياب تام لأي تواصل رسمي مع المواطنين، بات الإحباط هو السمة الأبرز التي تطغى على الجميع.

فهل ستظل هذه المشاريع مجرد “حطام منسي”؟ أم أن هناك خطة حقيقية لإعادة الهيكلة بما يعكس تطلعات المدينة وسكانها؟

وفي وقت تتجه فيه الأنظار نحو مدينة بركان مع اقتراب فصل الصيف وتوافد الجالية المغربية والسياح، لا شك أن مشهد التدمير والعشوائية سيشكل صدمة للزوار والمواطنين على حد سواء.

فهل سيظل المواطن البركاني يدفع ثمن فوضى التخطيط والتأخر في الإنجاز؟ أم أن الوقت قد حان لمراجعة شاملة لمسار هذه المشاريع قبل أن تتحول “إعادة الهيكلة” إلى عنوان أكبر لفوضى أشد؟ أسئلة مشروعة تبحث عن إجابات حقيقية.

للموضوع بقية…!!!

The post مشاريع “شبه وهمية” ومحلات مهدمة: فوضى إعادة الهيكلة في مدينة بركان تفضح هشاشة التخطيط first appeared on www.sabahachark.com.

Post a Comment

أحدث أقدم