في إطار تخليد الذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده يوم 18 ماي 2005، نظمت عمالة مكناس يوم الإثنين 19 ماي 2025 لقاءً إقليميًا تواصليًا تحت شعار “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”. اللقاء، الذي ترأسه عامل عمالة مكناس، شكل محطة هامة لتقييم مسار المبادرة واستعراض حصيلة منجزات السنة الجارية، وسط حضور وازن لمختلف الفاعلين المحليين وممثلي المجتمع المدني.
حصيلة 2025: مؤشرات قوية تؤكد نجاعة التدخلات
شهدت سنة 2025 استمرار الدينامية التنموية التي أطلقتها المبادرة، حيث تم تحقيق نتائج نوعية على مستوى مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية. فقد تم تنفيذ 2483 مشروعًا وعملية منذ انطلاق الورش سنة 2005، بلغت تكلفتها الإجمالية 1699.8 مليون درهم، ساهمت المبادرة فيها بنسبة 63%، وهو ما يعكس الجهود الجماعية المبذولة لتعزيز التنمية البشرية بمكناس. 
الصحة والتعليم: الاستثمار في الإنسان أولاً
في قطاع الصحة، تم إنجاز 164 مشروعًا شملت إحداث وتجهيز مؤسسات صحية، تنظيم قوافل طبية، وتوفير سيارات إسعاف ومكملات غذائية لفائدة الأمهات حديثات الولادة. وقد تجاوز الغلاف المالي لهذه المشاريع 106 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بـ 62.1 مليون درهم، ما ساهم في تحسين مؤشرات الولوج للخدمات الصحية، خاصة بالوسط القروي.
أما في قطاع التعليم، فقد تم تنفيذ 553 تدخلاً بقيمة تفوق 339 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 278.5 مليون درهم. وقد شملت هذه التدخلات تأهيل البنية التحتية المدرسية، توفير النقل المدرسي، ودعم المبادرات التحفيزية كبرنامج “مليون محفظة” والصحة المدرسية، مما ساهم في تقليص نسب الهدر المدرسي والرفع من جودة التعليم.
الإدماج الاقتصادي وتمكين الشباب
في مجال الإدماج الاقتصادي، استفاد أزيد من 17 ألف مستفيد من دعم مباشر لمشاريع مدرة للدخل، بلغت كلفتها حوالي 184 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 132.76 مليون درهم، مما مكّن من تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص شغل ذاتية.
أما في محور التأهيل المهني والتمكين الاقتصادي، فقد تم إنشاء وتجهيز 94 مركزًا متعدد الوظائف لفائدة النساء والشباب، مما عزز قدراتهم على الاندماج في سوق الشغل وساهم في ترسيخ مبادئ الاستقلالية الاقتصادية.
البنيات التحتية والخدمات الأساسية
شهدت سنة 2025 مواصلة الجهود في مجال البنيات التحتية، حيث تم إنجاز 335 مشروعًا لتحسين الولوج للماء والكهرباء وفك العزلة، خاصة في المناطق القروية، عبر بناء الطرق والمنشآت الفنية. وقد ساهمت هذه المشاريع في تحسين مؤشرات العيش الكريم وتقليص الفوارق المجالية.
رعاية الفئات الهشة والشباب
في محور مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، تم إنجاز 218 مشروعًا بغلاف مالي يفوق 194 مليون درهم، شملت إحداث مراكز استقبال خاصة بالأطفال المتخلى عنهم، الأشخاص ذوي الإعاقة، النساء في وضعية صعبة، والمشردين، وهو ما عزز منظومة التكافل الاجتماعي.
أما في قطاع الشباب والرياضة، فقد تم تنفيذ 148 مشروعًا بقيمة 192.1 مليون درهم، ساهمت المبادرة فيها بـ 102.6 مليون درهم، مما ساهم في تعزيز البنية التحتية الرياضية والثقافية من خلال ملاعب، قاعات رياضية، دور شباب ومسابح.
إشعاع مجالي وروح تضامن
واختُتم اللقاء بافتتاح معرض للمنتوجات المجالية وورشات تفاعلية موجهة للعموم، والتي تستمر من 19 إلى 23 ماي بالساحة الإدارية. وشكلت هذه الفعاليات مناسبة للتعريف بثمار المشاريع المدرة للدخل، وتبادل الخبرات بين الفاعلين المحليين.
تؤكد حصيلة سنة 2025 أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تواصل أداءها كرافعة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة، بفضل توجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وانخراط كافة الفاعلين الترابيين والمجتمع المدني، لترسيخ قيم التضامن والتماسك الاجتماعي، وتحقيق تنمية مستدامة تُعلي من كرامة المواطن وتستثمر في الإنسان أولاً وأخيرًا.
إرسال تعليق