أريفينو.نت/خاص
في ظل تزايد حالة عدم اليقين التي تخيم على آفاق النمو الاقتصادي العالمي، كشف صندوق النقد الدولي عن توقعات تشير إلى أن تسع دول إفريقية تستعد لتحقيق معدلات نمو قوية تتجاوز 6% خلال عامي 2025 و2026. هذه التوقعات تأتي رغم التحديات الكبيرة التي تواجه القارة، بما في ذلك الصدمات الخارجية، وارتفاع مستويات الديون، والمخاطر الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخراً.
نظرة عامة على الاقتصاد الإفريقي: بين التحديات والفرص
يتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.8% فقط في عام 2025، وهو رقم تم تعديله بالخفض مقارنة بتقديرات سابقة، ويعزى ذلك جزئياً إلى عودة السياسات الحمائية. أما في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، فمن المتوقع أن يشهد النمو انخفاضاً طفيفاً من 4% في عام 2024 إلى 3.8% في عام 2025، قبل أن يعاود الارتفاع إلى 4.2% في عام 2026.
وتساهم عوامل متعددة في زيادة هشاشة الاقتصادات الإفريقية، من بينها تزايد المديونية، والصراعات وانعدام الأمن، وتحديات الحوكمة، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والتضخم، والاعتماد المفرط على الموارد الطبيعية، والكوارث الطبيعية. وأكد الصندوق على ضرورة تضافر عدة عناصر لتحقيق استقرار الديون، بما في ذلك إصلاح المالية العمومية، وخلق بيئة اقتصاد كلي صحية، ووجود مؤسسات قوية، وتنفيذ إصلاحات هيكلية داعمة للنمو.
كما سيتأثر النمو بانخفاض أسعار المواد الأولية، وخاصة النفط، مما سيؤثر على الدول المصدرة مثل أنغولا، بينما قد تستفيد الدول المستوردة للنفط. ومن العوامل السلبية الأخرى المحتملة، خطر تباطؤ الاقتصاد الصيني وتأثير قرار الولايات المتحدة تعليق قنوات رئيسية للمساعدات الإنمائية.
نجوم النمو في القارة السمراء: تسعة اقتصادات واعدة
على الرغم من هذه الصورة العامة الحذرة، تبرز تسع دول في إفريقيا جنوب الصحراء من المتوقع أن تحقق أداءً اقتصادياً لافتاً بمعدلات نمو تتراوح بين 6% و10.6% في عامي 2025 و2026. هذه الدول هي:
* **غينيا:** يتوقع أن تتصدر المشهد بمعدل نمو 7.1% في 2025 و10.6% في 2026، مدفوعة بشكل رئيسي بقطاع المعادن المزدهر، وخصوصاً الطلب القوي من الهند والصين على البوكسيت والألمنيوم. وسيكون لمشروع سيماندو العملاق لخام الحديد، المقرر أن يبدأ إنتاجه أواخر عام 2025، دور محوري في هذا النمو، حيث من المتوقع أن يرفع الناتج المحلي الإجمالي لغينيا بنسبة 26% بحلول عام 2030.
* **رواندا:** من المتوقع أن تواصل ديناميكيتها الإيجابية بمعدلات نمو تصل إلى 7.1% في 2025 و7.5% في 2026. ويعود الفضل في ذلك إلى الإصلاحات المتبعة، والحوكمة الرشيدة، ومناخ الأعمال الجاذب للاستثمار، خاصة في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة.
* **إثيوبيا:** بعد تجاوز تداعيات الحرب في تيغراي، يتوقع أن تحقق نمواً بنسبة 6.6% في 2025 و7.1% في 2026. ويعتمد اقتصادها على تنويع وتحديث قطاعها الزراعي، والاستفادة من سد النهضة الكهرومائي الضخم، وتنمية قطاعي الصناعة والخدمات.
* **أوغندا:** من المتوقع أن تسجل نمواً بنسبة 6.1% في 2025 و7.6% في 2026، بفضل التأثيرات الإيجابية لحقول النفط المكتشفة في بحيرة ألبرت، والتي يُنتظر بدء استغلالها في نهاية عام 2025.
* **النيجر:** على الرغم من التحديات الأمنية والعقوبات الدولية، يتوقع أن تحقق نمواً بنسبة 6.6% في 2025 و6.7% في 2026، مدفوعة بزيادة إنتاج النفط وتحسن الإنتاج الزراعي بفضل الأمطار الجيدة.
وتشمل قائمة الدول الأخرى ذات الأداء القوي المتوقع كلاً من **زامبيا** (6.2% في 2025 و6.8% في 2026)، و**ساحل العاج** (6.3% في 2025 و6.4% في 2026)، و**بنين** (6.5% في 2025 و6.2% في 2026)، وأخيراً **تنزانيا** (6% في 2025 و6.3% في 2026).
توصيات لتحقيق نمو مستدام وشامل
يشير صندوق النقد الدولي إلى أن دولاً أخرى مثل جيبوتي والسنغال وغامبيا وليبيريا ومالي والتوغو تقترب أيضاً من تحقيق أداء جيد. ومع ذلك، يؤكد الصندوق على أن الاقتصادات الإفريقية تظل عرضة بشدة للصدمات الخارجية، مما يستدعي ضبط سياساتها الاقتصادية الكلية وتكوين هوامش للمناورة المالية. ويخلص التقرير إلى أن القارة الإفريقية بحاجة إلى نمو أسرع وأكثر شمولاً لتحسين مستويات معيشة سكانها بشكل ملموس.

The post المغرب ليس منها..قاطرات إفريقيا المجهولة: تسعة دول “مفاجأة” تستعد لـ”معجزة نمو” في 2025؟ appeared first on أريفينو.نت.
إرسال تعليق