أكادير تحتضن مؤتمرا دوليا حول “تحلية المياه 2.0”: المغرب يعزز سيادته المائية والطاقة المتجددة

احتضنت مدينة أكادير، أمس الأربعاء، انطلاق فعاليات مؤتمر دولي حول موضوع “تحلية المياه 2.0: المغرب يستشرف مستقبل الأمن المائي والتحول الطاقي”، بمشاركة واسعة لصناع القرار والخبراء وممثلي القطاعين العام والخاص من المغرب ودول غرب إفريقيا، ويعقد هذا اللقاء على مدى يومين بمبادرة من الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة، وبشراكة استراتيجية مع وزارة التجهيز والماء، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، في ظل تصاعد التحديات المرتبطة بالإجهاد المائي والتغيرات المناخية.

ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أهمية تحلية مياه البحر بالاعتماد على الطاقات المتجددة كحل مستدام لضمان السيادة المائية، وتلبية الطلب المتزايد على المياه الصالحة للشرب، خصوصا في ظل التغيرات المناخية والضغط المتزايد على الموارد التقليدية، حيث يركز المفهوم الجديد “تحلية المياه 2.0” على توظيف التقنيات المتقدمة مثل التناضح العكسي المحسن، وأغشية النانو عالية الأداء وذاتية التنظيف، بالإضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتحسين عمليات المراقبة والصيانة، وترشيد استهلاك الطاقة في محطات التحلية.

ويطمح المغرب إلى تعبئة أكثر من 1.7 مليار متر مكعب من المياه المحلاة سنويا بحلول عام 2030، مع تغطية ما يفوق نصف الاحتياجات الوطنية من مياه الشرب عبر التحلية، وتطوير صناعة وطنية متكاملة في هذا المجال.

وفي كلمة مسجلة عبر تقنية الفيديو، أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن المغرب، انسجاما مع التوجيهات الملكية، يعمل على تنفيذ برنامج طموح لتحلية المياه يعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة، مشيرة إلى التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في مجالات الطاقة الشمسية والريحية وإنتاج الهيدروجين الأخضر.

من جانبه، أشار الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء، عبد الفتاح صاحبي، إلى أن المملكة تبنت خيارا استراتيجيا لتنويع مصادر التزود بالمياه، عبر الاستثمار في الموارد غير التقليدية، وعلى رأسها تحلية مياه البحر وإعادة استخدام المياه العادمة.

وذكر أن المغرب يتوفر حاليا على 17 محطة تحلية بطاقة إنتاجية تصل إلى 320 مليون متر مكعب سنويا، مخصصة لمياه الشرب والري والصناعة، كما توجد أربع محطات جديدة قيد الإنجاز في كل من الدار البيضاء والجرف الأصفر وآسفي والداخلة، بطاقة إجمالية تقدر بـ532 مليون متر مكعب سنويا.

وأوضح رئيس الفيدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات والطاقات المتجددة، علي الحارثي، أن هذا المؤتمر يشكل منصة لمناقشة مشاريع الاستثمار في قطاع المياه، ومساهمة المقاولات المغربية في تنفيذها، كما يتناول فرص الشراكة جنوب-جنوب، والتقنيات الجديدة منخفضة التكلفة في مجال التحلية، والتكوين في المهن المرتبطة بالمياه والطاقات المتجددة.

ويعقد هذا المؤتمر أيضا في إطار تنفيذ خارطة طريق التصدير الخاصة بالفيدرالية للفترة 2025-2027، الموقعة مع وزارة الصناعة والتجارة والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات.

ويعرف الحدث مشاركة خبراء دوليين وممثلي مؤسسات حكومية وخاصة، وشركات رائدة في قطاع تحلية المياه، إلى جانب وفود من دول غرب إفريقيا، من بينها موريتانيا والسنغال وغينيا وساحل العاج، كما سجلت الشركات متعددة الخدمات الجهوية حضورا بارزا، وفي مقدمتها شركة التنمية المحلية سوس ماسة.

The post أكادير تحتضن مؤتمرا دوليا حول “تحلية المياه 2.0”: المغرب يعزز سيادته المائية والطاقة المتجددة first appeared on جريدة سوس بلوس الإخبارية.

Post a Comment

أحدث أقدم