كتب _ مُحمد شفيق مرعي
إلى أوطاننا . بلادنا . إلى كل حبة تراب ورمل إلى الصحراء . إلى الجبال . إلى البادية إلى النجوع والقرى إلى المُدن العريقة . إلى أجدادنا وأمهاتنا وأبائنا . إن الوطن العربي لهو نسيج واحد وكل الدول العربية هى أعمدة بناء الأمة العربية . إذا سقط أحد هذه الأعمدة . سوف يسقط الوطن الأكبر لا محاله . لذا علينا أن نُعيد لم شملنا ونُعيد ترميم جراحنا . ولا نُفكر إلا في سلامة وأمن وإستقرار أوطاننا . التي هى أمانة في رقابنا وسوف نُسأل عليها عندما نلقى خالقنا . فأوطاننا أشبه بالإبن الذي يرغب الأب بأن يراه أفضل الناس . وهى أشبه بالأب الذي شاب بعد شباب ويحتاج لأبنه الصالح كي يرعاه . وهى أشبه بالأم التي سهرت وتعبت وربت وتنتظر حتى ترى ثمرة عمرها وهى تُعوضها عن فناء شباب في تقدمها وإنتصارها وتحقيق أحلامها وتفوقها وبعد أقول .
إن ما نعيشه نحن العرب في هذا العصر لم تُعاصره الأمم السابقه . فنحن نعيش حياة الموت أرقى منها . إن الواقع المؤلم الذي نُشاهده عبر التلفاز في كل دقيقه لن أقول يُنذر بكارثه إنسانية . فقد وقعت الكارثه بالفعل . فماذا نحن منتظرون حتى تنتفض بحثاً عن الأرض التي باتت مسلوبه منا وأصبحت مُحتله منذ أكثر من سبعين عاماً . أليست فلسطين وطناً له الحق بأن يأمن مكر الظالمين . ألم نُشاهد جميعاً أكثر من خمسين ألفاً من الأطفال يموتون على يد جيش الإحتلال . في أقل من عام . وكل جريمتهم وذنبهم أنهم خرجوا من أرحام أمهاتهم وجدوا أنفسهم ينتمون لأرض فلسطين . ألم نُشاهد جميعاً المنازل وهى تُقصف والأبرياء بداخلها وهم مدنيين . ألم نسمع صرخاتهم وهم يستغيثون بنا وكأنهم يقولون لنا إنقذوا ما تبقى منا . كيف لنا الصمت على تلك الجرائم الوحشية والتي تُعد إبادة جماعية وتطهير عرقي يرتكبها المُحتل بحق الإنسانية كلها . أليسوا بشراً مثلنا حتى يتم مُعاقبتهم ومُحاسبتهم على ما يرتكبونه بحقنا في كل لحظة من بشائع وفظائع وإنتهاك وإغتصاب وتوجيع وسلب لكل حقوقنا . ألسنا نرغب بالسلام ونحثُ على جعله واقعاً مفروضاً مستمراً على تلك الأرض . إنني أقولها مؤمناً بها أن السلام لن يتحقق إلا بوجود قوة تجعله واقعاً مفروضاً على الأرض . فما سلبوه بالقوة لن نسترده إلا بالقوة . فالقوي فقط هو القادر على فرض ما يرغب بتحقيقه . أما الضعفاء فليس لهم مكان في هذا العالم . ليس لهم مكان وسط هؤلاء الطغاة العابثين بكل أشكال الحياة . الراغبين بسحقنا من أجل الإستيلاء على أرضنا . وحتى يتثنى لهم العيش عليها وكأنها لهم وليست لنا . فمن هم حتى يغيروا قوانين الدنيا من العدل إلى قانون وضعوه هم من أجلهم وحدهم . وقانونهم ليس فيه إلا إبادتنا . فأي واقع هذا الذي نعيشه . وأين الإنسانية مما يحدث فينا نحن العرب . إنني أُخاطب الغرب مُمثلاً في شعوبهم فأنا لا أعرف مُخاطبة الزعماء والرؤساء والقادة والسياسيين . وإنما أبعث برسائلي من خلال مقالاتي التي تجوب العالم إلى أبناء الشعوب . أبناء الأوطان . الذين يحملون بداخل صدورهم قلوب تنبض بالحياة . أُخاطب كل أم لديها أبناء . كل أب . كل فتاة وشاب وطفل وشيخ . هل أنتم راضين عما يحدث في فلسطين . بالطبع لا . فلماذا لا توقفوا هؤلاء المجرمين عند حدهم . لماذا لا تجبروا حُكوماتكم على وقف تمويل هؤلاء العابثين بالسلاح والعتاد وأحدث التقنيات التي تُساهم في إستمرار الحرب الإبادية والعدوان الهمجي الغاشم . والقصف العشوائي . والترويع الذي يُصيب الأطفال والنساء وهم في أحضان التراب . نعم أطفال فلسطين أصبحوا يتمنون الموت أكثر من الحياة . فما هذه الحياة التي فُرضت عليهم . فمن منا يقدر على عيشها . ومن منا يرغب في تحرير نفسه من كل القيود التي وقعت على عاتق هذا الشعب المُناضل وتلك الأمة الصابره . إن المشهد أشبه بالكابوس المُظلم . الذي لا مفر منه ولا حياة بعده . إنني مؤمن أن السلام حق لكل إنسان يحيا على تلك الأرض . السلام هو عنوان الإنسانية . ويجب أن يكون عنوان الإنسانية . السلام هو أن يحيا البشر في إطار السِلم . كما خلقهم الله . تنوعت الديانات وتعددت المذاهب وأختلفت الطوائف ولكن نبقى في الأخر كلنا بشر سواء . ليس من حق أحد أن يكون واصياً على غيره . فإنا جميعاً لله وإنا إليه راجعون . إن الحديث عن إستشهاد الصحفيين الذين سقطوا وهم ينقلون الحدث من قلب الميدان . لا يقل أهمية عن الحديث عن إستشهاد الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الذين يسقطون بالألاف كل يوم . إلا أنني أقول لهم ياله من شرفٍ تنالوه أنتم أيها الأبطال . يامن تنتمون للمهنة الأسمى والأعرق والأرقى . وإني لأفخر بكم وبالبطولات التي تجعلكم في منزلةٍ قويمه عندنا الله قبلنا . أقول لكم لن ننساكم وحققم قادم بإذن الله . فقد أقترب موعد الحساب . وكما قال الله تعالى إن موعدكم الصبح . أليس الصبح بقريب . إنني أثني على دور المقاومة الفلسطينية والتي أجبرت المُحتل وأرغمته على الخضوع لقراراتها وأبرمت معه صفقات تسليم الأسرى ووقف إطلاق النار . رغم الفارق الهائل وعدم التكافؤ في القدرات العسكريه على المواجهة . إلا أن المقاومة الفلسطينية والتي تُعد خط الدفاع الأول عن الأمة العربية . قادرة على التصدي والدفاع عن أرضها وشعبها الفلسطيني الذي يقف خلف مُقاومته . فلا بديل عن المقاومة حتى وقف الحرب . أقول لرجال المقاومة أنتم تاج فوق رأس الأمة العربية كلها . أنتم شرف وفخر لكل إنسان يسعى لتحقيق السلام في العالم . أنتم شرف وفخر لكل شاب وكل رجل يريد وطنه بخير وسلام . ولقد إختاركم الله لتكونوا سبباً في بعث العديد من الرسائل من حيث مواقعكم إلى كل أرجاء الدنيا . وإني أقول أنتم تعلمون العالم كيف يتعامل مع الأزمات . تعلمون العالم الصمود . تعلمون العالم كيف تكون الإنسانية . أنتم أبطال الحرب والسلام . فإني أقول للعالم على من يرغب بمعرفة معنى المواطنة أو معنى كلمة وطن أن يتعلم من أطفال فلسطين . فهؤلاء خرجوا من أرحام أمهاتهم يعشقون أوطانهم كما يعشقون أمهاتهم .
The post إلى متى التفريق بيننا أيتها الأمة العربية appeared first on الرباط نيوز.

إرسال تعليق