المغرب يواصل استباق أزمة الماء بخطط دقيقة

في ظل التغيرات المناخية الحادة وقلّة التساقطات التي تؤثر بشكل مباشر على الموارد المائية، يواصل المغرب تكثيف جهوده لضمان أمنه المائي. خلال ندوة نُظّمت على هامش المعرض الدولي للفلاحة، شدد عبد العزيز زروالي، المدير العام لهندسة المياه بوزارة التجهيز والماء، على أهمية تقييم دقيق للموارد المائية لمواجهة الخصاص المرتقب والتكيف مع الواقع المناخي الجديد.

وأكد زروالي أن سنة 2024 شهدت ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، فاق بـ 1.5 درجة مئوية مقارنة بالفترة المرجعية (1990–2001)، وبـ 1.8 درجة مقارنة بفترة (1990–2020). هذه الظاهرة تؤثر بشكل كبير على الطلب على المياه، وتسهم في تسريع وتيرة التبخر وتدهور التربة، ما يضاعف الحاجة إلى الماء سواء للشرب أو للفلاحة، ويمدّد الفترات الحرجة التي تشهد ضغطاً على الطلب المائي.

ورغم هذه التحديات المناخية، فإن الوضع يعرف بعض التحسن في الآونة الأخيرة، خصوصاً في بعض الأحواض مثل سبو واللوكوس التي سجلت تساقطات مهمة، مما ساهم في رفع منسوب المياه بها.

وأبرز زروالي أن المغرب يعمل حالياً على تنفيذ استراتيجية شاملة تستند إلى نماذج علمية دقيقة لتوزيع المياه وتوجيهها، إضافة إلى مشاريع ميدانية تهدف إلى تحقيق تغطية شاملة لحاجيات المواطنين من الماء الشروب بنسبة 100%، وتلبية ما لا يقل عن 80% من متطلبات الفلاحة.

ومن بين أبرز محاور هذه الاستراتيجية، تبرز مشاريع تحلية مياه البحر الموجهة لتزويد المدن الساحلية، ما سيمكن من تخصيص مياه السدود للاستعمالات الفلاحية. ومن المرتقب أن تظهر نتائج هذه المشاريع في الفترة الممتدة بين 2028 و2030.

كما أشار المدير العام لهندسة المياه إلى مشروع الربط بين الأحواض المائية، والذي يهدف إلى نقل الفائض من المناطق الغنية بالموارد إلى المناطق التي تعاني من شح مائي، في خطوة تكميلية تعزز الأمن المائي والفلاحي، خاصة في سلاسل الإنتاج المرتبطة بالحبوب والبقوليات والأعلاف.

وتأتي هذه المشاريع في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية، التي تروم تعزيز صمود المملكة أمام تداعيات التغير المناخي، وضمان استدامة الموارد المائية والغذائية للأجيال القادمة.

The post المغرب يواصل استباق أزمة الماء بخطط دقيقة first appeared on صباح أكادير.

Post a Comment

أحدث أقدم