صباح الشرق
في مشهد يتكرر كل مساء، تتحول بعض شوارع مدينة بركان إلى حلبة سباق مفتوحة، تعج بأصوات الدراجات النارية التي تمزق سكون الليل وتثير الرعب في نفوس السكان.
فبين شارع الشهداء والسلطان مولاي امحمد بالحي الحسني، مرورًا بمحاور رئيسية كشارع محمد الخامس، الاستقلال، فلسطين، وبالقرب من مستشفى الدراق والملعب البلدي، تتعالى الأصوات، لا بسبب الاحتجاجات أو الأفراح، بل من هدير محركات لا تعرف للسكينة معنى.
لم تعد هذه الظاهرة مجرد سلوك طائش من بعض الشباب، بل تحوّلت إلى معضلة حضرية حقيقية تهدد أمن وسلامة المواطنين. شبان ومراهقون يقودون دراجاتهم بسرعات جنونية، يتفننون في استعراض مهاراتهم على حساب راحة الآخرين، ضاربين بعرض الحائط قوانين السير وأبسط قواعد الاحترام العام.
أصوات مزعجة، حركات متهورة، ومشاهد فوضوية تتكرر في مشهد يومي بات يُنذر بانفجار اجتماعي، خصوصًا أن هذه الظاهرة لا تقتصر فقط على إزعاج الساكنة، بل ترتبط كذلك بعدد من الحوادث الخطيرة التي غالبًا ما تنتهي بجروح أو حتى مآسٍ.
الاستغراب يملأ وجوه سكان المدينة، الذين يتساءلون: أين هي الدوريات الأمنية؟ وأين هي المراقبة؟ كيف تحوّلت الشوارع إلى مسالك للتهور والتحدي دون حسيب أو رقيب؟
لقد عبّر عدد من المواطنين عن سخطهم الشديد مما وصفوه بـ”فوضى الدراجات”، مستنكرين صمت الجهات المعنية أمام ما يجري. فالشوارع التي كانت يومًا نابضة بالحياة، أصبحت اليوم مسارًا مرعبًا للأطفال، وكابوسًا يؤرق المسنين، وجحيماً للمرضى الباحثين عن الراحة قرب مستشفى الدراق ببركان.
ويبقى السؤال العالق الذي يتردد على ألسنة سكان مدينة بركان: متى تستفيق السلطات الأمنية من سباتها وتضع حدًا لهذه الفوضى التي تهدد الطمأنينة والأمن العام؟ أم أن هدير المحركات سيظل أعلى من صوت القانون؟
The post أصوات محركات “دراجات الرعب” تقض مضجع سكان مدينة بركان وتدق ناقوس الخطر first appeared on www.sabahachark.com.
إرسال تعليق