المؤتمر الوطني الخامس للحزب المغربي الحر: رهان التجديد في زمن الانتظارات الكبرى

المغرب 360 : محمد غفغوف

في سياق سياسي يزداد تعقيدًا، ووسط تحديات تنظيمية ومالية خانقة، يخوض الحزب المغربي الحر معركة الاستعداد لعقد مؤتمره الوطني الخامس، في محطة يعتبرها قادته ومناصروه حاسمة في مسار إعادة البناء وإعادة رسم الأفق السياسي للحزب.

فقد شهد يومه السبت 24 مايو 2025 لقاءً مشتركًا بين اللجنة التحضيرية للمؤتمر ولجنة التنظيم الوطنية، في إطار ما وصفه رئيس اللجنة التحضيرية سمير الباز بـ”توحيد الرؤى وتجويد الأداء التنظيمي”، اللقاء الذي جاء في ظرفية دقيقة، أكد على روح المسؤولية والانخراط الجماعي كرافعة أساسية لإنجاح هذه المحطة المفصلية.

الأمين العام للحزب، الأستاذ إسحاق شارية، وفي كلمة توجيهية وُصفت بالقوية، دعا إلى التعبئة الشاملة، محذرًا من الاسترخاء أو التردد في لحظة وصفها بـ”الحرجة في تاريخ الحزب”، حيث المطلوب – حسب تعبيره – ليس فقط عقد مؤتمر، بل الانتصار لمشروع سياسي مجتمعي يتجاوز منطق الحسابات الضيقة، ويجدد التعاقد بين الحزب والمواطن المغربي.

اللقاء أفرز مخرجات تنظيمية دقيقة، على رأسها تحديد تاريخ انعقاد المؤتمر أيام 3، 4، و5 أكتوبر 2025 بالمركب الدولي مولاي رشيد ببوزنيقة، بينما ستكون الجلسة الافتتاحية يوم السبت 4 أكتوبر بقاعة علال الفاسي بالرباط، في إشارة رمزية إلى رغبة الحزب في تعزيز حضوره الرمزي والمؤسساتي في قلب العاصمة السياسية.

غير أن الرسالة السياسية الأبرز، كانت تعبير اللجنة التحضيرية عن “الأسف العميق” لقرار بعدم صرف الدعم المستحق للحزب لتنظيم مؤتمره، وهو ما يمكن اعتباره إنذارًا مبكرًا بمعركة قد تكون قانونية وسياسية في آن، حول مبدأ تكافؤ الفرص والدعم العمومي للأحزاب.

ويسعى الحزب، خلال هاته المحطة التنظيمية إلى تحيين وثائقه المرجعية وإعداد أوراق سياسية تواكب تحولات المشهد المغربي، يضع نصب عينيه رهانات المرحلة: من إعادة الثقة في العمل الحزبي، إلى تقديم مشروع سياسي بديل يزاوج بين الوطنية الجذرية والواقعية الإصلاحية.

وكل مكونات الحزب، ستعمل على إنجاح المؤتمر الخامس، في أن يكون لحظة ميلاد جديدة، في تاريخ هاته الهيئة السياسية التي تضم طاقات وكفاءات شابة قادرة على إعطاء الإضافة للعمل السياسي الجاد والهادف.

Post a Comment

أحدث أقدم