شبكات تركية تستدرج المغربيات عبر “تيك توك”

تُعيد شبكات الدعارة التركية تنظيم صفوفها من جديد، وهذه المرة من بوابة الفضاء الرقمي. فمع اشتداد الخناق الأمني على أنشطتها التقليدية، لجأت هذه الشبكات إلى منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها “تيك توك”، لاستقطاب شابات مغربيات تحت غطاء عروض مغرية للعمل في مجال الترفيه الليلي بإسطنبول، سرعان ما تنقلب إلى كابوس من الاستغلال والعنف.

صحيفة الصباح كشفت في عددها ليوم الثلاثاء 6 ماي 2025، أن هذه الشبكات باتت تستخدم إعلانات مموهة تتداولها حسابات وهمية أو شخصية، توهم الضحايا بعقود عمل، أجور مرتفعة، وإقامة فاخرة، بل وتعرض التكفل الكامل بمصاريف السفر، ما يجعل العرض يبدو مغرياً ومطمئناً في الظاهر. لكن ما إن تطأ أقدام الضحايا الأراضي التركية، حتى تبدأ مرحلة الإخضاع: تُسحب جوازات السفر، ويتم احتجازهن تحت رقابة مشددة، ويُدفعن إلى العمل القسري داخل ملاهٍ ليلية دون أدنى احترام لكرامتهن أو حريتهن.

شهادات صادمة لضحايا مغربيات تسلط الضوء على الوجه المظلم لهذه الشبكات، حيث يتعرضن للعنف، العنصرية، والابتزاز، ويُحتجزن داخل شقق مغلقة بعد توريطهن في ديون وهمية يتم تقديمها كتكاليف سفر وإقامة. وغالباً ما يُمنعن من العودة إلى بلادهن، في غياب وثائق الهوية ووسائل الدعم.

هذه الهجمة الرقمية الجديدة تأتي في أعقاب الضربات الأمنية التي استهدفت في الأشهر الماضية شبكات الاتجار بالبشر، ما أجبرها على تغيير التكتيك ونقل نشاطها إلى فضاءات يصعب مراقبتها. لكن ما يثير القلق أكثر هو قدرة هذه الشبكات على خداع ضحاياها من خلال واجهات مغربية تبدو موثوقة، مستغلة الثقة والاحتياج لتحقيق أهدافها الإجرامية.

جمعيات نسائية مغربية دقت ناقوس الخطر، مطالبة بتدخل عاجل لحماية الفتيات من هذه الحملات الإجرامية، من خلال تعزيز الوعي الرقمي، ومراقبة الإعلانات المضللة، وتفعيل آليات التبليغ على المنصات الاجتماعية. كما دعت السلطات إلى التعاون الدولي لملاحقة المتورطين وحماية الضحايا من الوقوع في شراك هذه العصابات العابرة للحدود.

The post شبكات تركية تستدرج المغربيات عبر “تيك توك” first appeared on صباح أكادير.

Post a Comment

أحدث أقدم