سوق زين العابدين الجديد بمكناس… مشروع متعثر رغم موقعه الاستراتيجي ومداخيله الواعدة.

رغم مرور سنوات على استكمال تهيئة سوق زين العابدين الجديد وسط المدينة العتيقة لمكناس، لا يزال المشروع يعيش حالة جمود أثارت استياء الساكنة المحلية والتجار، الذين كانوا يترقبون انطلاقة العمل به مع بداية أشغال تهيئة شارعي السكاكين، البزازين، والشريشرة، في إطار مشروع إنعاش الاقتصاد المحلي وتنظيم القطاع غير المهيكل.

السوق الذي رُصد له غلاف مالي مهم من ميزانية جماعة مكناس صاحبة المشروع، يضم 78 محلاً تجارياً، لم يتم بيع سوى 45 محلاً منها، بينما ما تزال 33 محلاً غير مستغلة، في ظل عراقيل “خفية” تعرقل إتمام عملية بيعها. هذه العراقيل، بحسب مصادر متطابقة، تتسبب في ضياع مداخيل تفوق ملياري سنتيم كانت الجماعة ستجنيها من استغلال هذه المحلات، ما يطرح علامات استفهام حول الجهة التي تعرقل المسار الطبيعي لهذا المشروع التنموي.

يقول أحد التجار السيد (مصطفى.ب): “كنا ننتظر فتح السوق الجديد بفارغ الصبر لننتقل إليه في ظروف منظمة ومحترمة، لكن للأسف المشروع متوقف بسبب حسابات خفية لا نعلم مصدرها.”

من جهته، يضيف عضو بإحدى الجمعيات المهنية بالمدينة العتيقة : “السلطات سهلت لنا الكثير، والرئيس الحالي للجماعة كان واضحاً في دعمه وتجاوبه، لكن هناك أطراف لا تريد لهذا السوق أن يرى النور.”
إضافة إلى ذلك، يضم السوق 9 مقاهٍ، لم يتم بعد استغلال أي منها، رغم أن المداخيل التقديرية لكل مقهى تُناهز 100 مليون سنتيم سنوياً، مما يعني أن الجماعة تخسر قرابة 900 مليون سنتيم سنوياً بسبب التأخر في فتحها.

في المقابل، يُسجَّل للرئيس الحالي لمجلس جماعة مكناس السيد عباس الومغاري ،مجهود كبير في تيسير مأمورية جمعية سوق زين العابدين المكلفة بتدبير السوق، حيث تم منحها التراخيص الضرورية للإصلاح والتجهيز. وقد عبّر عدد من المهنيين عن ارتياحهم لهذه الخطوات، داعين إلى ضرورة الإسراع في استكمال المساطر الإدارية والتقنية حتى يتمكن السوق من أداء دوره الاقتصادي والاجتماعي.

ويختم أحد سكان المدينة القديمة، السيد (عبد القادر.ش)، بالقول: “نحن بحاجة لمثل هذه المشاريع لإحياء المدينة، وفتح فرص شغل جديدة لشباب المنطقة.”

ويبقى الأمل معقوداً على تضافر جهود جميع الجهات المسؤولة لتمكين تجار المدينة من فضاء تجاري منظم، يعيد الاعتبار للمدينة العتيقة ويحقق مداخيل مهمة للجماعة، في ظل الحاجة الملحة لدعم خزينة الجماعة وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي.

Post a Comment

أحدث أقدم