فاس تحتفي بعيد العمال: الاتحاد العام للشغالين يتصدر المشهد ومسيرة طلابية تهز أرجاء المدينة

في مشهد يعكس حيوية الطبقة العاملة ونبضها القوي، احتفت مدينة فاس بالعيد الأممي للعمال فاتح ماي، وشهدت فعاليات متنوعة تجسد مطالب الشغيلة وتطلعاتها. وبرزت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذراع النقابي لحزب الاستقلال، كأكثر النقابات حضورا وتأثيرا في هذه الاحتفالات التي طبعتها أجواء من التعبئة والوحدة.

ففي قاعة 11 يناير التاريخية، احتضن الاتحاد العام للشغالين مهرجانا خطابيا حاشدا، ترأسه الكاتب الإقليمي للنقابة بفاس، إدريس ابلهاض. وقد استعرض ابلهاض في كلمته معالم هذا الاحتفال الأممي، مؤكدا على أهمية تكتل العمال للدفاع عن حقوقهم ومكتسباتهم. كما أشاد بالإقبال المتزايد للعمال على الانخراط في صفوف الاتحاد العام للشغالين، معتبرًا ذلك دليلاً على ثقتهم في نهج النقابة ومواقفها.

عقب المهرجان الخطابي، قاد الاتحاد العام للشغالين مسيرة شعبية حاشدة جابت مختلف شوارع فاس. وتقدم المسيرة قيادات نقابية وعمال من مختلف القطاعات الموالية للاتحاد، مرددين شعارات تطالب بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشغيلة، ورافضين لكل أشكال التضييق على الحريات النقابية. وقد عكست هذه المسيرة قوة التنظيم ووحدة الصف العمالي المنضوي تحت لواء الاتحاد العام للشغالين.

في المقابل، لوحظ تراجع نسبي في حضور نقابة الاتحاد المغربي للشغل خلال هذه الاحتفالات. ويعزو مراقبون هذا التراجع إلى القرارات الأخيرة لأمينها العام، الميلودي موخاريق، في عدد من الملفات المطلبية، والتي أثارت استياءً واسعًا في صفوف قواعد النقابة، حيث اعتبرها البعض تنازلات غير مبررة عن حقوق العمال.

أما القطاعات النقابية الأخرى، فقد سجلت مشاركة متوسطة في فعاليات فاتح ماي بفاس، مما يعكس تنوع المشهد النقابي بالمدينة.

وفي سياق متصل، أثث فصيل الطلبة القاعديين بجامعة محمد بن عبد الله المشهد الاحتفالي بطريقته الخاصة. فقد نظم مسيرات حاشدة جابت مختلف شوارع فاس، رفع خلالها الطلبة شعارات تضامنية مع الطبقة العاملة ومطالب اجتماعية وسياسية تندد بالسياسات الحكومية. وقد أضفت مشاركة الطلبة حيوية إضافية على احتفالات فاتح ماي، مؤكدة على الترابط النضالي بين الحركة العمالية والحركة الطلابية.

يمكن القول إن احتفالات فاتح ماي بفاس هذا العام حملت دلالات واضحة، حيث برز الاتحاد العام للشغالين كقوة نقابية صاعدة تحظى بثقة العمال، بينما واجهت نقابات أخرى تحديات في الحفاظ على حضورها وتأثيرها. كما أكدت هذه الاحتفالات على حيوية المشهد الاجتماعي والنضالي بفاس، وعلى استعداد مختلف الفئات للتعبير عن مطالبها والمساهمة في بناء مستقبل أفضل.

Post a Comment

أحدث أقدم