مفاجأة الناظور الأخضر: أزمة كبيرة في أوروبا تحول ميناء غرب المتوسط إلى “قاطرة ذهبية” تجذب المليارات!

أريفينو.نت/خاص
في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا تحديات متزايدة لدمج إنتاجها المتنامي من الطاقات المتجددة ضمن شبكات كهربائية متقادمة وغير مواكبة، تبرز فرصة استراتيجية واعدة، ليس فقط للمغرب ككل، بل بشكل خاص لإقليم الناظور ومنطقته الصناعية والمينائية الواعدة، لتعزيز مكانته كبوابة لتصدير الطاقة النظيفة، مستفيداً من “النقص” الأوروبي في القدرة على استيعاب وتوزيع الكهرباء الخضراء المنتجة محلياً في القارة العجوز.
أزمة “المشاريع الميتة” الأوروبية تفتح نافذة للمنتجين الخارجيين
كشف تقرير حديث صادر عن تحالف “ما وراء الوقود الأحفوري” (Beyond Fossil Fuels) بالتعاون مع مؤسسات بحثية دولية مرموقة، أن القارة الأوروبية تعاني من عدم قدرة شبكاتها الكهربائية على مواكبة التوسع السريع في مشاريع الطاقات المتجددة. ووفقاً للتقرير، فإن ما يقرب من 1700 جيجاوات من مشاريع الطاقة الشمسية والريحية والهجينة تنتظر حالياً الربط بالشبكات في 16 دولة أوروبية فقط، مما يعكس فجوة هائلة بين طموحات الإنتاج وقدرات النقل والتوزيع.
وتكمن جذور المشكلة، حسب التقرير، في التخطيط غير المواءم لشبكات النقل، وضعف الحوكمة، وعدم انسجام أهداف مشغلي الشبكات مع التزامات القارة المناخية. ويؤدي هذا الوضع إلى ما وصفه التقرير بـ”تقييد” إنتاج الطاقة المتجددة، حيث يضطر المنتجون إلى وقف تشغيل منشآتهم رغم جاهزيتها، ويحصلون على تعويضات مالية ضخمة مقابل عدم الإنتاج. ففي عام 2024 وحده، دُفعت تعويضات بقيمة 7.2 مليار يورو في سبع دول أوروبية كبرى نتيجة هذا العجز في استيعاب الشبكات. كما سلط التقرير الضوء على ظاهرة “المشاريع الميتة” (projets zombies)، التي تستنزف الموارد دون أن تساهم فعلياً في زيادة المعروض من الطاقة النظيفة.
ميناء الناظور غرب المتوسط: رافعة طاقية استراتيجية لإقليم الناظور وأوروبا
أمام هذا الواقع الأوروبي، تبرز الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها المغرب، وبشكل محوري إقليم الناظور عبر بوابته البحرية العملاقة، ميناء الناظور غرب المتوسط. فالمملكة، التي استثمرت بكثافة في مشاريع طاقة شمسية وريحية، تخطط لتعزيز قدرات الربط الكهربائي مع أوروبا، ويُنتظر أن يلعب ميناء غرب المتوسط دوراً حاسماً في هذه الاستراتيجية.
وتشمل المشاريع الطاقية الكبرى المخطط لها في هذا الميناء إنشاء أول محطة للغاز الطبيعي المسال (GNL) بالمغرب، وهي مصممة لاستقبال وحدة عائمة للتخزين وإعادة تحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية (FSRU). ومن المتوقع أن تدخل هذه المحطة الأولى الخدمة بين عامي 2026 و2027، لتؤمن جزءاً هاماً من إمدادات المغرب من الغاز، وتفتح الباب أمام إمكانية إعادة التصدير مستقبلاً. هذا بالإضافة إلى كون الميناء منصة مثالية لدعم الصناعات المرتبطة بالهيدروجين الأخضر ومشتقاته، التي يطمح المغرب ليكون رائداً فيها، والتي تبحث عنها أوروبا بشدة لتنويع مصادر طاقتها وتقليل اعتمادها على مصادر غير مستقرة.
فرص استثمارية وتنموية واعدة لإقليم الناظور والجهة الشرقية
إن “النقص” الأوروبي في البنية التحتية الطاقية الفعالة يفتح الباب أمام إقليم الناظور لترويج مشاريعه الطاقية كحلول عملية ومستدامة. فجاهزية البنية التحتية المينائية بالناظور غرب المتوسط، وقربها من الأسواق الأوروبية، وقدرتها على استيعاب مشاريع ضخمة لإنتاج وتصدير الطاقة النظيفة (كهرباء، هيدروجين أخضر، أمونيا خضراء)، تجعل من الإقليم وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة الباحثة عن بيئات تنظيمية واضحة ومشاريع ذات جدوى اقتصادية عالية، بعيداً عن تعقيدات “المشاريع الميتة” في بعض الدول الأوروبية.
وبالتالي، فإن التحديات الطاقية التي تواجهها أوروبا قد تتحول إلى فرصة ذهبية لإقليم الناظور والجهة الشرقية ككل، ليس فقط لتأكيد ريادة المغرب في مجال الانتقال الطاقي، بل أيضاً لتحقيق تنمية محلية مستدامة، وخلق فرص عمل، وتعزيز مكانة الإقليم كقطب صناعي وطاقي محوري على ضفتي المتوسط.

The post مفاجأة الناظور الأخضر: أزمة كبيرة في أوروبا تحول ميناء غرب المتوسط إلى “قاطرة ذهبية” تجذب المليارات! appeared first on أريفينو.نت.

Post a Comment

أحدث أقدم