القسم الرياضي : محمد غفغوف
بدأ نادي الوداد الرياضي الفاسي يستعيد جزءًا من توهجه وهيبته، بعد سنوات من المعاناة والتذبذب، وذلك بفضل التغيير الجذري الذي شهده منذ تولي المكتب المسير الجديد بقيادة الربّان خالد العجلي، الرجل الذي قبل التحدي في ظروف صعبة، ووضع نصب عينيه هدفًا واضحًا: إعادة “الواف” إلى المكانة التي يستحقها بين كبار الكرة الوطنية.
منذ تسلّمه دفة التسيير، انكبّ العجلي على إصلاح الأعطاب البنيوية والإدارية، حيث اشتغل بصمت ومثابرة على خلق أجواء من الاستقرار داخل الفريق، رغم العراقيل الظاهرة والخفية التي حاولت تعطيل المسار، لكنه أصرّ على شقّ الطريق بثبات، مؤمنًا بأن خدمة الوداد الفاسي تستحق التضحيات.
وقد كان لاختيار الإطار الوطني شكيب جيار مدربًا للفريق دور محوري في هذا التحول الإيجابي. الجيار، بمعية مساعده عمر النمساوي، أعادا للفريق روحه القتالية وهويته الكروية، ونجحا في دمج العناصر الشابة داخل التشكيلة الرسمية، مانحين الفرصة لمواهب أبانت عن إمكانيات واعدة، في وقت لم يكن يُعوّل عليها كثيرًا في السابق.
ومن هذا المنطلق، يبدو من الضروري اليوم أن يحافظ المكتب المسير على هذا الطاقم التقني الذي بدأ يعطي ثماره، مع تعزيز التركيبة البشرية بعناصر ذات خبرة وتجربة، تسند الجيل الصاعد وتمنحه الثقة داخل رقعة الميدان.
كما أن الحاجة باتت ملحّة لتقوية المكتب المسير بكفاءات جديدة قادرة على الإسهام في دعم المشروع الرياضي الطموح، وإعطاء نفس جديد لورش التكوين، خاصة عبر تفعيل مدرسة الفريق، وإنشاء خلية للتسويق والعلاقات العامة، تكون رافعة حقيقية لدعم مالية النادي وفتح آفاق أوسع للتعاون والشراكات.
ولا يمكن الحديث عن دينامية الوداد الفاسي دون الإشادة بالطاقم الإعلامي، الذي واكب هذه المرحلة الدقيقة بمهنية وتفانٍ. ويستحق الشاب أحمد، المشرف على المحتوى الرقمي للنادي، كل التنويه، إلى جانب المصور القدير رشيد، لما يبذلانه من مجهودات ميدانية لإبراز صورة الفريق والتواصل الإيجابي مع الجماهير.
ختامًا، إن ما يحققه الواف اليوم، رغم الإكراهات والتشويش، هو ثمرة عمل جماعي يحتاج إلى الدعم والمواكبة، فطريق البناء لا يزال طويلاً، لكنه صار أكثر وضوحًا بفضل إرادة رجال آمنوا بأن الوداد الفاسي ليس مجرد نادٍ… بل هو جزء من ذاكرة وتاريخ مدينة بأكملها.
إرسال تعليق