القسم الرياضي : محمد غفغوف
في زمن تلاشت فيه القيم الرياضية النبيلة، وارتفعت فيه أصوات المصالح الشخصية فوق المصلحة العامة، يبرز اسم مصطفى الزعنتة، رئيس نادي الوئام الفاسي لكرة القدم داخل القاعة، كأحد الوجوه التي لم تتورط في اللعبة القذرة، بل اختارت أن تمضي عكس التيار، مؤمنة بأن إصلاح الرياضة يبدأ من تطهيرها من الفساد.
الزعنتة ليس مجرد رئيس نادٍ؛ هو مشروع نهضة رياضية محلية متكامل، يحمل على عاتقه همّ إعادة الاعتبار لكرة القدم بجهة فاس مكناس، بعد سنوات من التهميش والتراجع، ورغم قلة الموارد والإكراهات البنيوية، ظل هذا الرجل يشتغل في صمت، ويحقق الكثير بالقليل، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: أن تعود الكرة عامة وداخل القاعة خاصة إلى مجدها، وأن يصبح ناديه نموذجًا في التسيير والشفافية والعمل القاعدي.

من يعرف مصطفى الزعنتة عن قرب، يدرك أنه محارب شرس لكل أشكال الفساد الرياضي، لا يساوم على القيم، ولا يطلب مكافأة، هو من صنف الرجال الذين “إذا عاهدوا وفوا”، ومن الذين لا يخشون في قول الحق لومة لائم، سلاحه هو المصداقية، ودرعه هو حب الناس واحترامهم له، لما لمسوه فيه من تفانٍ وإخلاص ونقاء يد.
بعيدًا عن الأضواء، يقود الزعنتة ورشة بناء صامتة لكنها فعالة، يعمل على تطوير الفئات الصغرى، تأطير المدربين، وتعزيز البنية التنظيمية للنادي، دون أن يطلب شهرة أو يبحث عن منصب، بالنسبة له، الرياضة ليست وسيلة للربح، بل وسيلة لصناعة الإنسان.

ومن موقعه المتقدم، لم يتردد الزعنتة في دعم لائحة “الكفاءات والمصداقية” التي يقودها عبدالسلام بوعاز، إيمانًا منه بأن المرحلة تحتاج إلى رجال يُراكمون التجربة ويُجسدون المصداقية، لا إلى من يعتبرون الرياضة وسيلة للتموقع والانتهازية، دعمه لهذه اللائحة لم يكن تكتيكًا انتخابيًا، بل موقفًا مبدئيًا منسجمًا مع سيرته ومساره في محاربة العبث الرياضي.
لقد اختار مصطفى الزعنتة منذ البداية الوقوف في صف تخليق الحياة الرياضية، والمرافعة من أجل نموذج جديد لتسيير الأندية والجامعات، نموذج يجعل من الرياضة مدرسة للقيم، لا مزرعة للامتيازات. ومن خلال عمله الميداني، يراكم الرجل تجربة غنية في التسيير النزيه، ويُشكّل مرجعية أخلاقية لمن يريد أن يسلك طريق الإصلاح.
إرسال تعليق