سعيد البهجة… رجل الأمن الذي كسب القلوب قبل أن يكسب الرتب

تطوان  : الشريف محمد رشدي الوداري

في عالم تتغير فيه الوجوه والمناصب، يظل بعض الأشخاص بصمتهم الخالدة في ذاكرة الناس، ليس بسلطتهم أو مواقعهم، بل بأخلاقهم وتفانيهم. سعيد البهجة، رجل الأمن بمدينة تطوان، واحد من هؤلاء القلائل الذين يبقى ذكرهم مصحوبًا بالتقدير حتى بعد زوال سلطتهم.

على مدى سنوات خدمته، لم يكن دوره مقتصرًا على تطبيق القانون فحسب، بل كان نموذجًا للإنسانية والبشاشة في تعاملاته اليومية. لم يُعرف عنه التكبر أو التعالي، بل على العكس، كان قريبًا من الناس، يُنصت لهم، يحل مشاكلهم حين يستطيع، ويرشدهم إلى الطريق الصحيح عند الحاجة. لم يكن فقط رجل أمن، بل كان صديقًا، ناصحًا، وأبًا للكثيرين ممن تعاملوا معه.

ومع اقتراب نهاية مشواره المهني، يظل اسم سعيد البهجة محفورًا في ذاكرة من عرفوه، ليس كرجل سلطة، بل كرجل أخلاق وقيم. فهؤلاء الرجال لا ينساهم المجتمع، بل يبقى تقديرهم مستمرًا حتى بعد أن يضعوا شاراتهم جانبًا.

إن أمثال سعيد البهجة هم من يجعلون مفهوم رجل الأمن يمتد أبعد من الدور الرسمي، ليصبح عنوانًا للأمان الحقيقي الذي يشعر به المواطن في وجود رجال يخدمون بإخلاص. ومع وصوله إلى مرحلة التقاعد، يبقى الجميع على يقين بأنه سيظل حاضرًا في الذاكرة، وفي القلوب، بنفس الاحترام والتقدير الذي حظي به طيلة سنوات عمله.

نتمنى له التوفيق والراحة المستحقة، مع خالص التقدير لمسيرته المشرفة.

Post a Comment

أحدث أقدم