كل خميس قصيدة للشاعرة التونسية أمال رجب المناعي [ طرقت باب الاحبة]

كل خميس قصيدة للشاعرة التونسية أمال رجب المناعي [ طرقت باب الاحبة] 

شعر / ذ أمال رجب المناعي 
وطرقت باب الأحبة
عند صهيل الألم
يقطع الاحشاء ويلتوي
ظننت أن عندهم
ألقي بقلبي ليهدهد
وقد تناثرت الأدمع
مجارف و محارق تكوي
و الآهات فيها تتناحر
وفي دمي غليان فائض
و النوح كسر أضلعي
طرقت باب الأحبة
و سارت اليهم الروح
من بعد الكرب والوجع
وقد داوتهم نفسي بكل
ما لي من المعنى النفيس
وفي سعة القلب …
ولكنهم حين شفوا
رموني ببرود وتجاهل
وعمت عيونهم عني
من فرط طيبتي وحنوي
ولي تنكروا ولم يعرفوني
قالوا عني ما لم – لم يقل –
في مارد متكبر شظي
نظريات بعيون شياطين
لا ترى الملائكة في صفاتها
سوى ملاعين الزمن
ولكنني مرآة تعكس النقاء،
وهو الموجع لكل من يتأبط شرا
طرقت باب الأحبة فخافوا
و هربوا وتساقطوا ….
فلممت أتراحي ولم أفهم
ما الذي يحصل معي
وقد تنكروا بكل حمق و انانية
فحملت قلبي المتمزق
وأكملت الطريق بمفردي …
والسؤال يقطع أواصري
و الدمع مني صار نبي ، نبي
و لم يعد شيء فيا يتكلم
سوى صمت شجي – شجي
ينادي ربه الأبي
ويقول ” لقد هانت العشرة
يا الاهي الأكرم
ويا سيدي محمد النبي
كم كنت لا أرتضي
فيهم وخزة الإبر ….!!!
و أهب اليهم في عز التعب
ويحهم من خذلي …
وشربهم لدمي المتقاطر
ورقصهم على جراحي
ورأتني نفسي كالشاة
الذبيحة والعنق أحمر
عنقي انا في الدم مخضب
و فروا بكل معروف ندي
واغلقوا كل ما كان نقي
تساءلوا عني ومن أكن
تكبروا وتكابروا في شر
تتزلزل له الأرض والقدس
من فرط فجر التنكر …
عباد لم يحسنوا أن يكونوا
من بني إنسان الرحمان
وقد خجلت أن اردعهم
عن أقوال أذيتهم
أو أن أذكر بمواعيد كسرهم
وإني وحدي من ساعدتهم
ويا ليتني يا ربي ما عرفتهم
فإني قد إبتليت بهم أحبة
ولكنهم كانوا يستبطون أذيتي
وقد توعدوا طلاسم
التظليل و التدمير لي . …
و لكني كطفل صغير بريء
في أول لحظات فطامه …
يستنفر من أحزانه ويهب
لأحبته حتى يروي لهم ويحكي
ما به من غصص
وبأنه على مشارف الموت ..
وينسى المحبون من هو القاتل
وانا من حملتني على أزري
وطرفت أبواب الأحبة
ولكنهم ذبحوني وتراقصوا
على جرحي و تفننوا
واخبروا صفاتهم الغادرة
بأنهم لم يعرفوني …
ولكن كسروا ضمد وقفي
فحملتني هامتي في سبيلي
وشكوت ربي ظلمهم …
وبكيت أن هو وحده سندي
وإنه من سيهدهد جرحي
و بأنه سيجازي خذلي
وقد مسكت يدي بيدي
وألجمت كل غضبي …
وقلت هم أحبتي و لا يمكن
أن أفعل معهم ما فعلوا بي
فيتكفيني هذه القوة
ويكفيني أني ممن يصطفيهم
الله خالقي ضمن الاصفياء
و قد خلدت ذكراهم
في باب صار ابكم و أظلم
طرقته عند النزف الأخير
ولكنهم في آخر الرتب
لا يفقهون المعاني و الحكم
فهم أسرى المصالح السبط و البسط
فويحكم من طيب اوجعتم
ومن مخلص عفيف قلتلكم
جرتم وفجرتم و غدرتم
فما بعد الجرح الا ضمد
وما بعد العتمة الا نور
وما بعد المصائد الا نجدة
فكيف تتناسوا انا في حمى الله
رب الكون و العالمين ..
وقد أحببناكم و خدمناكم بمثل
لا يمكن لسماسرة المشاعر
ان يفقهوها أو يدركوها
فالناس طبقات و أصناف
هكذا خلقنا أذكياء وأغبياء
فالرفعة والأخلاق و الصدق
لا يتمتع بها الا الشرفاء
اما غيرهم من متلاعبي المشاعر
و المخترقين لحياة الانسان
والمدعين ليسوا الا البسطاء
فسلام سلام عليكم
يا من كنتم كل الأحبة …
الكاتبة الشاعرة د.آمال رجب المناعي السفيرة الدولية للسلام العالمي والقضايا العادلة سيكافينيريا في 28 / 5 / 2025

The post كل خميس قصيدة للشاعرة التونسية أمال رجب المناعي [ طرقت باب الاحبة]  appeared first on الرباط نيوز.

Post a Comment

أحدث أقدم