صرخة من تحت الأنقاض: خديجة بوزندا تناشد المغاربة بعد فاجعة انهيار منزلها بفاس

فاس – المغرب – في ليلة حالكة تحولت فيها لحظات عشاء عائلية إلى كابوس مروع، فقدت السيدة خديجة بوزندا زوجها وأربعة من أبنائها إثر انهيار مفاجئ لمنزلهم المتواضع بحي طحين حسني بمدينة فاس. قصة خديجة، التي ترويها من سرير المستشفى ودموعها تمتزج بكلماتها، هي صرخة استغاثة تتوجه بها إلى الضمائر الحية في المغرب. “كنا كنتعشاو.. طاحت علينا الدار، ما حسيت براسي حتى لقيت الدراري ديال الحومة دايرين بيا، ورجليا ما بقيتش كنحس بيهم”، بهذه الكلمات الموجعة استعادت خديجة تفاصيل الفاجعة. في غضون ثوانٍ قليلة، تحولت حياتها إلى ركام، فقدت فيه عائلتها وسندها، فيما نجت هي بمعجزة تعاني من كسور وشلل جزئي في يدها اليسرى، بالإضافة إلى عدم قدرتها على الوقوف. ابنها الأصغر، المصاب بالتوحد، أصيب بجروح في رجله ولا يزال تحت وقع الصدمة النفسية الشديدة.

اليوم، تجد خديجة نفسها في مواجهة واقع مأساوي لا يطاق. تقول وعلامات اليأس بادية على وجهها: “ما عنديش فين نمشي، ما بقاتش عندي دار، وليدي مريض بالتوحد، وصحتي مشات… تنطلب غير شي ليعاونني نرجع نعيش بكرامة”. فقدت خديجة ليس فقط بيتها وأسرتها، بل فقدت أيضاً صحتها وأي أمل واضح في المستقبل، لتجد نفسها بلا مأوى، بلا عائلة، وبلا مورد يعينها على تحمل أعباء الحياة.

في ظل هذه الظروف القاسية، تطلق خديجة بوزندا نداءً مؤثراً إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المعروف بعطفه واهتمامه بالمتضررين. كما تناشد جميع المغاربة، داخل الوطن وخارجه، والمؤسسات الاجتماعية، والسلطات المحلية، للتدخل العاجل وتقديم يد العون لتوفير: سكن آمن لها ولطفليها الباقيين، والرعاية الصحية والنفسية اللازمة لها ولأبنائها، ودعم اجتماعي وإنساني يمكّنها من تجاوز هذه المحنة القاسية والعودة إلى حياة كريمة.

حادثة خديجة ليست مجرد خبر عابر، بل هي فاجعة تطرح تساؤلات عميقة حول واقع السكن غير اللائق في بعض المناطق، وفعالية تدخلات السلطات المحلية في دعم الأسر الهشة. فهل ستظل مأساة خديجة مجرد رقم آخر في سجل الحوادث، أم أنها ستحرك الضمائر الحية وتدفع إلى تحرك جاد لإنقاذ ما تبقى من حياة هذه الأم المنكوبة وأطفالها؟

عن موقع: فاس نيوز

Post a Comment

أحدث أقدم