إدريس أبلهاض: نضالنا متجدد والوحدة النقابية سلاحنا لمواجهة التراجعات الاجتماعية

فاس : محمد غفغوف

في مشهد نضالي مهيب، شهدت مدينة فاس يوم فاتح ماي 2025 تنظيم تجمع عمالي ناجح ومسيرة شعبية حاشدة بمناسبة الاحتفال بعيد العمال العالمي، من طرف الاتحاد العام للشغالين بالمغرب ـ فرع فاس، وقد تميزت هذه التظاهرة بحضور جماهيري واسع، ضم مناضلات ومناضلي النقابة من مختلف القطاعات، إضافة إلى مواطنين ومواطنات جاؤوا للتعبير عن تضامنهم ودعمهم لقضايا الطبقة العاملة، في مشهد عكس قوة التعبئة وصدق الالتزام بالقضايا الاجتماعية والوطنية.

وفي تصريح خصّ به موقع المغرب 360، قال الأستاذ إدريس أبلهاض، الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بفاس: “إن احتفالنا اليوم بعيد العمال ليس مجرد تقليد سنوي، بل محطة نضالية نجدد فيها العهد مع قواعدنا وعموم الطبقة العاملة، ونؤكد من خلالها أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب حاضر بقوة في الساحة، متمسك بثوابته، ومنفتح على كل مبادرة جادة لخدمة قضايا الشغيلة.” وأضاف: “نحن اليوم في سياق وطني يتطلب منا المزيد من اليقظة والتعبئة، لأن ما يُحاك من محاولات للالتفاف على المكتسبات الاجتماعية لا يمكن مواجهته إلا بوحدة نقابية حقيقية وإرادة جماعية للدفاع عن حقوق العمال والمستخدمين في مختلف القطاعات.”

وقد عرفت هذه التظاهرة تنظيماً محكماً يعكس الجدية التي دأب عليها الاتحاد في مختلف محطاته، حيث توزعت المهام بدقة، وساد الانضباط والاحترام، مما ساهم في إنجاح هذه المناسبة النضالية التي رفعت خلالها شعارات قوية تُدين الهشاشة وتطالب بالعدالة الاجتماعية والكرامة للعامل والعاملة المغربيين. وجابت المسيرة أبرز شوارع المدينة، حيث التحمت الصفوف في انسجام تام، رافعة رايات الاتحاد وشعاراته، ومرسلة رسائل واضحة إلى من يهمهم الأمر مفادها أن صوت الشغيلة لا يُستهان به، وأن زمن التراجع عن المكتسبات قد ولى.

وجاءت هذه المشاركة النوعية لتؤكد أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بقياداته وقواعده، حاضر في الموعد، قادر على تعبئة طاقاته دفاعًا عن الحقوق، ومتمسك بخيار الحوار الجاد والمسؤول، دون التفريط في ثوابت النضال. وقد تميزت الكلمة الختامية بنبرة عالية من الصدق والإصرار، داعية إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود وتعزيز العمل النقابي الوحدوي، مع التأكيد على أن المعركة من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية مستمرة، وأن الاتحاد سيظل وفياً لرسالة الشغيلة مهما اشتدت التحديات.

بهذا النجاح الباهر، تكون فاس قد بعثت برسالة قوية إلى مختلف الجهات مفادها أن الطبقة العاملة لا تزال حية، منظمة، وواعية بدورها المركزي في الدفاع عن الوطن والعدالة الاجتماعية.

Post a Comment

أحدث أقدم