أريفينو.نت/خاص
في الوقت الذي بدأت فيه أسواق بيع اللحوم الحمراء بالجملة في مختلف المدن المغربية، وعلى رأسها جهة الدار البيضاء سطات، تشهد انخفاضاً ملحوظاً في الأسعار وصل إلى 50% خلال الأيام القليلة الماضية، كنتيجة مباشرة لتداعيات القرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة عيد الأضحى لهذه السنة، لا يزال الوضع في إقليم الناظور يثير استياءً وقلقاً كبيرين في صفوف المواطنين.
انخفاض ملموس بالدار البيضاء.. والناظور “خارج السرب”
فبينما أكد مهنيون وموزعون في قطاع اللحوم الحمراء على الصعيد الوطني أن هذا الانخفاض جاء نتيجة للقرارات الحكومية وتراجع الطلب الاستثنائي المرتبط عادة بفترة التحضير للعيد، يبدو أن إقليم الناظور لم يستفد بعد من هذا المنحى الإيجابي. ففي الدار البيضاء، عبر عدد من الجزارين وأرباب المجازر عن تفاجئهم بسرعة تأثير قرار إلغاء الأضحى، مؤكدين أن الأسعار شهدت تراجعاً يتراوح ما بين 40 إلى 50 في المائة خلال أيام قليلة فقط.
وفي هذا السياق، صرح هشام الجوابري، الكاتب الجهوي لتجار اللحوم الحمراء بالجملة بجهة الدار البيضاء سطات، لوسائل إعلام وطنية، بأن القرار الملكي كان له وقع كبير على سوق اللحوم الحمراء، خاصة على مستوى جهته. وأشار إلى أن أسعار الأغنام الموجهة للذبح بالجملة، التي كانت تتراوح بين 120 و130 درهماً للكيلوغرام الواحد، تراجعت حالياً لتتراوح بين 60 و70 درهماً، مرجعاً السبب الأساسي إلى وفرة العرض مقارنة بالطلب.
استياء في الناظور: أسعار “ملتهبة” رغم ذبح “العجول البرازيلية”
وعلى النقيض تماماً، لا يزال أغلب الجزارين بإقليم الناظور، حسب ما عاينته “أريفينو.نت” وتداولته شهادات مواطنين، يبيعون كيلوغرام اللحم بأكثر من 90 درهماً. ويثير هذا الوضع تساؤلات واسعة في صفوف الساكنة، خاصة مع العلم أنه يتم ذبح عشرات العجول من السلالات البرازيلية يومياً في مجازر الناظور، وهي نفس أنواع العجول التي يتم ذبحها في المدن الأخرى التي شهدت انخفاضاً كبيراً في الأسعار.
ويتساءل المواطنون في الناظور عن الأسباب الحقيقية وراء استمرار هذا الارتفاع غير المبرر في أسعار اللحوم بالإقليم، رغم إلغاء عيد الأضحى الذي كان يُعتبر من أبرز المحركات الرئيسية للطلب، ورغم توفر اللحوم من مصادر متنوعة بما فيها العجول البرازيلية التي من المفترض أن تساهم في استقرار الأسعار.
مطالب بالتدخل وضمان حماية المستهلك
ويأمل المواطنون في إقليم الناظور أن يستمر الانخفاض المسجل وطنياً في أسعار اللحوم وأن يمتد ليشمل أسواقهم المحلية، للتخفيف من وطأة الغلاء الذي شهده قطاع اللحوم خلال الأشهر الماضية. وفي ظل هذا الوضع، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل الجهات المعنية، من سلطات محلية وجمعيات حماية المستهلك، لمراقبة الأسعار والتأكد من عدم وجود مضاربات أو ممارسات تحتكر السوق وتحرم المواطن الناظوري من الاستفادة من التوجه الوطني نحو خفض أثمان اللحوم الحمراء.
ويؤكد مهنيو الدار البيضاء أن حاجيات المواطنين من اللحوم الحمراء ستظل مضمونة على الصعيد الوطني، داعين إياهم إلى تجنب التهافت على شراء كميات كبيرة أو تخزينها، وهو ما يأمل سكان الناظور أن ينطبق على إقليمهم أيضاً إذا ما تم ضبط الأسعار بشكل عادل.

The post الناظوريون يأكلون اللحوم البرازيلية بضعف ثمنها في مدن المغرب الأخرى؟ appeared first on أريفينو.نت.
إرسال تعليق