المغرب360 : محمد غفغوف
شهدت الخزانة البلدية بمدينة سطات اليوم انطلاقة نوعية للحراك البيئي الشبابي في المغرب، من خلال تنظيم الملتقى الوطني الأول للشباب الإيكولوجي، بمبادرة من “الشبيبة الخضراء المغربية”. الحدث، الذي جرى تحت شعار يجسد طموح الشباب المغربي نحو مغرب مستدام، شكّل محطة غير مسبوقة لتلاقي الفاعلين البيئيين وصنّاع القرار، بروح من الالتزام والمسؤولية الجماعية تجاه قضايا البيئة والمناخ.
الملتقى الذي استقطب مشاركين من مختلف مناطق المملكة، جمع على طاولته شبابًا فاعلين، وخبراء بيئيين، وممثلين عن مؤسسات حكومية وجمعيات مدنية، في نقاشات معمقة حول مستقبل البيئة في المغرب، والتحديات التي تفرضها التغيرات المناخية، والفرص الكامنة في التحول نحو تنمية مستدامة.
وتنوّعت محاور الملتقى لتشمل ملفات حيوية مثل “دور الشباب في تعزيز التنمية المستدامة”، و”التغيرات المناخية في السياق المغربي”، بالإضافة إلى تحليل واقع “السياسات العمومية البيئية” واستكشاف سبل تعزيز العمل الإيكولوجي الميداني.
ومن أبرز فقرات اللقاء، النقاش المفتوح حول العلاقة بين “التنمية المستدامة وتطلعات الشباب”، حيث ناقش الحاضرون بجرأة التفاوت الحاصل بين وعود النخب السياسية وانتظارات الجيل الصاعد، مؤكدين على ضرورة إشراك الشباب في صنع القرار البيئي.
لم يكن الملتقى مجرد تظاهرة ظرفية، بل خطوة أولى في مسار متكامل لبناء وعي بيئي جماعي، يعيد الاعتبار لقيمة الاستدامة كخيار استراتيجي لمستقبل البلاد. سعت الشبيبة الخضراء المغربية، من خلال هذا اللقاء، إلى فتح آفاق جديدة أمام الشباب المغربي للإسهام في صياغة البدائل البيئية، وبلورة شراكات بناءة بين المؤسسات والمجتمع المدني.
وخلال هذا اللقاء، شدّد المنظمون على أهمية ترسيخ الحوار بين الأجيال، والانفتاح على مختلف الطاقات والخبرات من أجل مواجهة التحديات المناخية بشكل تضامني وناجع.
وفي ختام أشغاله، خلص الملتقى إلى جملة من التوصيات، أبرزها إحداث شبكة وطنية للشباب الإيكولوجي، وتطوير مبادرات محلية موجهة للبيئة، وتوسيع دائرة التوعية والتحسيس البيئي في المؤسسات التربوية والإعلامية،
ودعت الشبيبة الخضراء المغربية إلى الحفاظ على زخم هذا الحدث، وتحويله إلى تقليد سنوي يرصد نبض الشباب المغربي، ويترجم طموحاتهم إلى مشاريع ملموسة في خدمة الأرض والمجتمع.
إرسال تعليق