احتجّت ساكنة حي بوجيبار بمدينة الحسيمة، مساء يوم أمس، الأحد 01 يونيو 2025، بشدة على ما وصفته بـ “الإهمال غير المبرر” في التعامل مع قضية إغلاق المسجد الوحيد بالحي منذ أكثر من خمسة عشر شهراً، رمضان 2024، دون أن تقدم السلطات المحلية والجهات الوصية أي حل يُذكر وتوفير بديل من شأنه أن يراعي حرمة العبادة وكرامة المصلين.
وأعرب السكان عن استيائهم الكبير من ما اعتبروه “تجاهلاً واضحاً” لمعاناتهم الروحية اليومية، في ظل غياب مكان ملائم لأداء الصلوات، رغم المراسلات والملتمسات العديدة الموجهة إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والسلطات المحلية، والتي لم تُفضِ –حسب تعبيرهم – إلى أي حل عملي أو مشروع بديل
وطالبت الساكنة بتدخل عاجل للسيد عامل الإقليم قصد الدفع نحو تسريع إجراءات توفير مسجد بديل، أو على الأقل إنشاء مصلّى مؤقت مستوفٍ للشروط إلى حين إنجاز المشروع النهائي، مذكّرين بأن عجز السلطات المعنية عن تأمين مكان مخصص للعبادة هو “أمر لا يستقيم لا شرعًا ولا قانونًا”.
وهدّدت الساكنة بخوض خطوات تصعيدية في حال استمرار تجاهل مطلبها المشروع، مؤكدة أنها لم تعد قادرة على الانتظار أكثر في ظل تدهور الأوضاع الروحية والمعنوية داخل الحي، ومشددة على أن الحق في العبادة ليس ترفاً، بل واجب على الدولة أن تيسّره لمواطنيها أينما كانوا.
هذا، وقد لوّحت الساكنة بتنظيم مسيرة احتجاجية نحو مقر العمالة، في حال استمرار تجاهل مطلبها المشروع، مؤكدة أنها لن تتراجع عن الدفاع عن حقها في العبادة، باعتباره أحد أركان الاستقرار المجتمعي والتماسك الروحي داخل المدينة
وللتذكير ففي ظل غياب الحل، لجأ السكان منذ رمضان 2024 إلى إقامة خيمة مؤقتة للصلاة، سرعان ما أطاح بها سوء الطقس، بعدها، تم تدبير حل مؤقت باستغلال مرآب وفّرته الأوقاف عبر إحدى المحسنات، غير أن هذا الأخير لا تتوفر فيه أبسط شروط أداء الصلاة، من حيث التهوية، وضيق المساحة، وعدم التوجه الصحيح نحو القبلة، فضلاً عن انبعاث روائح مزعجة منه، وهو ما فاقم الشعور بالإهانة لدى المصلين.
ومع اقتراب نهاية مدة استغلال هذا المرآب المؤقت، يتخوف السكان من العودة إلى فراغ تام في أماكن العبادة، وسط تساؤلات ملحة حول سبب هذا التأخر الكبير في بلد لا يفوّت فيه أمير المؤمنين مناسبة إلا ويؤكد فيها على ضرورة العناية ببيوت الله وتيسير سبل العبادة للمواطنين في كل ربوع المملكة.
وللإشارة فد تم إغلاق المسجد بمبرر تقادم بنائه ووجوده فوق فيلق زلزالي، وهو ما تفهمته الساكنة في البداية، انطلاقاً من حرصها على سلامة المصلين، غير أن مرور كل هذا الوقت دون تحرّك فعلي أو مؤشرات حقيقية لإعادة البناء أو تخصيص فضاء بديل، زاد من حدة التذمر وسط السكان، الذين وصفوا استمرار الإغلاق بأنه “مسّ بحقّ دستوري” و”إجهاز على ركن من أركان الطمأنينة المجتمعية”.
التبريس.متابعة
The post ساكنة حي بوجيبار تحتج على استمرار إغلاق المسجد لأزيد من 15 شهراً دون بديل لائق appeared first on موقع التبريس الاخباري.
إرسال تعليق