حكاية انعتاق طالبة أستاذة من الجنون للكاتبة والأديبة ماجدة غرابو [ فلنقم ونوف الأساتذة التبجيلا…فقد كادوا أن يكونوا رسلا ]

حكاية انعتاق طالبة أستاذة من الجنون للكاتبة والأديبة ماجدة غرابو [ فلنقم ونوف الأساتذة التبجيلا…فقد كادوا أن يكونوا رسلا ]

الرباط نيوز
إن كتاب: “البورناوت” Burn- Out انعتاق طالبة أستاذة من الجنون؛ هو صرخة بصيغة نون النسوة؛ لانطلاق طائر الفينق وإحيائه من جديد، والانبعاث من الرماد للانطلاق بكل قوة وحرية..

ماجدة غرابو
لم أفكر يوما أن أكتب سيرة ذاتية، فحياتي ليست بثراء حياة نوال السعداوي أو مغامرات كازانوفا أو صدمة وقسوة حياة شكري! فما أنا إلا أستاذة أو معلمة بسيطة عاشت حياتها بكل هدوء وهي تحادي الجدران، تحلم بغد أفضل لأبنائها وأسرتها الصغيرة. وما هذه السيرة الذاتية إلا صرخة نملة/ أستاذة في هذا المجتمع بصوت جميع ممتهني مهنة التدريس؛ الذين احترقوا مهنيا دون أن يفهموا ما أصابهم ودون أن يجدوا من يشد بأيديهم وعلى. عضدهم لينعتقوا من مصابهم، فمنهم من ظل قابعا في قسمه شبه ميت وكأنه جذع شجرة خاو محترق إلى أن تقاعد، ومنهم من انتهى به الأمر كالمجذوب في الحواري والشوارع أو البراري، ومنهم من انتهى به الأمر في مستشفى المجاذيب أو المجانين ومنهم من انتحر منهيا عذابه وصراعه مع الواقع رغم إيمانه الشديد ووثوقه بالله أكثر من أشد الواثقين به سبحانه. فدافعي الأول لكتابة سيرتي الذاتية هو إصابتي بمرضي الذي أتقدم له بجزيل الشكر؛ وممتمنة له أيما امتنان لإصابتي به، فهو كان دافعي للخلاص إما منه أو من الحياة، وصدفة كنت من المحظوظين لوجود أشخاص رائعين بحياتي وجدتهم حولي كما الخبيثين لدفعي بقوة وللتحدي لأظل بهذه الحياة وهذه الدنيا لأتقاسم معناتي بمرض “الاحتراق المهني” المشخص بمرض القلق الذي أثار اهتماما خاصا لدى أحد أعلام الحرية الوجودية كيير كيغارد. (Kier Kegard) من حيث هو دافع إلى الإنجاز والإبداع، ويراه كيير كيغارد -أي القلق الخلقي- على أنه موجود منذ عصيان آدم عليه السلام ربه. ولكنه لا يتضح لدى الفرد إلا بعد ارتكابه إثما يعترف به أو يكون منبعا للإبداع، وبأن قوة النفس تنبثق من نجاح الفرد في مواجهة الخبرات التي تثير القلق، فالقلق سبيل إلى نضج النفس الإنسانية وتفتحها عن طبيعتها العميقة الخلاقة، ولكنه يقود إلى الانسحاب أحيانا بدلا من الخلق والإبداع، ويمكن أن يتطور إلى عصاب شديد الأثر.فانبثقت أولى بوادر هذا الانعتاق والخلاص والخلق حين فكرت في أن أتابع دراستي الجامعية بشعبة السوسيولوجيا وأن ألقى أساتذتي الأجلاء الذين أتوجه إليهم بكل الامتنان والاحترام والتقدير، فلم يبخل أساتذتي علي في شعبة الفلسفة ومسلك السوسيولوجيا على إمدادي بالطاقة اللازمة لأواصل دراستي وبكل التشجيع لأطور من عطائي وكتاباتي، فكانت الدراسة بالنسبة لي شفاء وبلسما، وكانت الكتابة تحررا من أسر الذات وميلادا منبثقا من الرماد والاحتراق وأسر المرض ومن ضروب الجنون من زاوية النظر المغربية…

فلنقم ونوف الأساتذة التبجيلا…فقد كادوا أن يكونوا رسلا

لقنونا ونحن صغار أن لا أحد على وجه هذه البسيطة يتمنى أن يراك أفضل منه سوى والديك، ولقناها لأبنائنا وتلاميذنا. والحال أنه ليس الوالدين فقط من يحبون ويتمنون أن يروا أبناءهم أفضل وأحسن وأرقى منهم وأن يصلوا إلى أعلى المراتب بل هناك الأساتذة أيضا الذين يحسون بكل الفخر وكل الزهو إذا وصل تلاميذتهم وطلبتهم لأعلى المراتب، وتجدهم لا يتوانون عن تقديم أية مساعدة لطلبتهم ولا يبخلون عنهم بشيء. ويحبون دوما أن يروا تلاميذهم وقد وصلوا لأعلى المراتب ولو كانت أفضل من مراتبهم هم أنفسهم.
بل تجد رجال التعليم يحثون التلاميذ طول الوقت ويحفزونهم على العمل وعدم تضييع الوقت، وعلى انتهاز الفرص للنجاح والمضي قدما، تماما كما ينصح الوالدان أبناءهم بذلك.
فيكفي هذا الإحساس من طرف أي معلم ومهما كانت ساديته أو قساوة عقوبته أو المستوى الذي يدرس من التعليم الأساسي إلى التعليم الجامعي – والذي لا يختلف عليه كثيرون – أن يشفع له عند كل من لقنه حرفا لينحني له احتراما وتقديرا لأنه يفخر ويعتز أيما اعتزاز إن وصل إلى علمه أن أحد تلامذته قد تقلد منصبا مهما، أو وصل لمراتب عليا من العلم والمعرفة. فهذا الإحساس يتقاسمه الوالدان والمدرسون فقط، وما دونهم لا يمكن أن يزرع فيه هذا الإحساس لا عند رجال الدين ولا رجالات السياسية ولا رجالات أي مجال آخر، مهما كانت دوافعهم بريئة من أجل مصلحة الأفراد للمضي بهم قدما والرقي بهم إن في الدنيا أو الآخرة.
هو ذلك الحب المتبادل والاعتراف مدى الحياة الذي قد ينسج بين أستاذ وتلميذه ويبقى صامدا رغم تقلبات الزمن ورغم اختلاف الأجناس والألسن، هو ذلك الاعتراف الذي يكبر مع الإنسان مهما كبر ومهما علا شأنه فهو يحمله بين طياته وذكريات عمره التي لا تنسى والتي تترجم أحيانا إلى إهداء جميل من طالب اتجاه معلمه، فيبقى هذا الاعتراف صامدا عبر الزمن متواجدا بين طيات كتب عديدة يتجلى حين نتعرف على أساتذة يفصل بيننا وبينهم زمن طويل لكن طلبتهم يستحضرونهم ونتعرف عليهم عبر الصفحات الأولى في كتاباتهم كاعتراف جميل يجعلنا نتعرف على الأستاذ المرحوم الدكتور بوزيان بوشنفاتي رحمه الله عبر طالبته الأستاذة الزهرة الخمليشي حين خصصت إهداء صفحتها الأولى من كتابها «البحث الميداني: مراحله، خطواته وتقنياته» له وإلى كل من علمها أبجديات البحث السوسيولوجي وإلى كل أستاذاتها وأساتذتها، وهو نفس الاعتراف على غرار ما نلحظه أول ما نفتح كتاب «شخصية المدرس المغربي الهوية والتوافق» من تعبير عن شكر وامتنان الأستاذ تمحري عبد الرحيم لأستاذيه الدكتورين أحمد أوزي والدكتور عبد الرزاق خالد، ووصفه لهما بالجليلين، وكذا الأستاذ بوطالب عبد القادر حين تعرفنا عن طريقه على أستاذه الدكتور عبد الحليم عبد الجليل بإهدائه إياه لأحد كتبه، هي لحظات اعتراف يتوقف فيها الزمن، لا يتذكر خلالها الطالب إلا أنه أمام أستاذه مهما علا شأنه أو كبر سنه، هو نفس إحساس الإنسان حين يحضن أمه أو يضع رأسه على ركبتها، فمهما كان له من الأبناء والأحفاد فلا يحس بين أحضان أمه العجوز إلا أنه طفل غرير لا غير، هي أحاسيس يلغى فيها الزمن وتلغى فيها حياة وتجارب الإنسان وما وصل إليه، ولا يستحضر إلا إحساسه الطفولي بكل براءته أمام أساتذته.
هذا الاعتراف الجميل والحب الكبير والفرحة التي ليس لها مثيل من بين كل أنواع الفرح المعهودة أحسستها حين هاتفني، ذات صباح جميل وأنا لازلت في فراشي وعيني نصف مغمضتين، أحد تلامذتي الذي نقب عن رقم هاتفي وكلمني من بلاد العام سام من أمريكا لمدة فاقت الساعة وهو يعبر عن سعادته العارمة بمكالمته لي وذكرياته عن الدراسة، كان اسمه “الكود حسن” اسم لا يمكنني نسيانه، كان ضمن أول فوج أدرسه، طفل أمازيغي حضر لتوه إلى ضواحي مدينة الدارالبيضاء مع أبيه من أجل الدراسة، كان يلبس «فوقية» أغلب الوقت ليس على غرار ما يلبسه باقي الأطفال، كان نجيبا ذكيا، يقوم بالأعمال المنزلية إلى جانب أبيه لعدم وجود أمه معه التي مكثت في «البلاد» مع بقية إخوته.
كان يظل طول اليوم بالمدرسة، كنا نتقاسم معه وجباتنا، كنا حريصتين أنا وأستاذته الذي تدرسه اللغة الفرنسية «خديجة» مقابلتي في نفس المستوى لسنين عديدة على أن يأكل معنا ما أحضرناه أو ما أحضره لنا التلاميذ ولو كان شايا وخبزا، كانوا يحضرون لنا أحيانا الشاي في دلو حتى لا يندلق فنشربه مع الخبز الساخن وكان يكفينا لتمضية اليوم كاملا بالمؤسسة فلا يوجد ما نقتنيه لنسد به رمقنا في العالم القروي حيث كنت أعمل.
أخبرني أنه يتابع دراسته بأمريكا شعبة الفيزياء، فرحت جدا وأمضيت اليوم أحس بسعادة عارمة وكأنه ابني الغائب عني الذي كلمني.
في بداية عهدي بممارسة مهنة التعليم شهدت آباء لازالوا يكرسون فكرة (أنا نذبح وأنت تسلخ) أو يعبرون لك بطرق مختلفة عن تفويضهم المطلق بأن لك جميع الصلاحيات أن تفعل بابنهم/ التلميذ، كل ما تريد وتعاقبه كيفما شئت دون أن يسائلونك بغية مصلحته الواحدة والوحيدة وهي أن يربى ويتعلم، وليس معنى هذا الكلام تكريس لأي نوع من أنواع العنف أو التعذيب، لا من طرف الأب لأن أقصى مبتغاه هو أن يكون ابنه أحسن منه، ولا من طرف المدرس الذي يعامله مهما كان نشوزه أو ساديته أو قسوته على أنه أيضا فلذة كبده، ويسعيان معا من أجل تربيته وتعليمه.
وقد شهدت أيضا في سنوات ما بعد سنة الألفين بعض الآباء وبعد مرور حوالي عشرين سنة من ممارستي للمهنة، يتحدثون عن خوف أبنائهم من المدرس بحجة ارتفاع صوته أو بسبب صرامته، أو بشكل سافر أحيانا يخبرونك أن نفسية ابنهم اهتزت ولا يرغب في العودة إلى الدراسة، وحين تسأل عن السبب لا بطل لك العجب، خصوصا حين يشنفون مسامعك بأنك يجب أن تحن عليهم! كيف؟ وهذا سؤال لا زال عالقا بذهني أجابت عنه مرة إحدى زميلاتي اللواتي يدرسن بجانبي إحدى الأمهات، حين قالت لها: «اطمئني ستعانق ابنك كل صباح وتضعه في حجرها قبل أن تبدأ الدرس!!».
آه يا حسرتاه على الأستاذ وما آل إليه حاله، فلا عجب ونحن نرى مؤخرا تعنيف التلاميذ لأساتذتهم، وتلك النظرة المجتمعية التي يشوبها نوع من التحقير في أحايين كثيرة، فقد تكالبت عليه كل الظروف من كل النواحي ليصل حاله إلى ما وصل إليه، مع أن بناء قيمة المربي من بناء قيمة المجتمع، والحفاظ على قيمته الرمزية واجبة من طرف جميع الهيئات والفاعلين الذين لهم علاقة بالمؤسسة التعليمية، والسعي إلى توفير جميع السبل لحفظ الاحترام بين الآباء والمدرسين في علاقاتهم اليومية، وعليها أن تبدأ من الأساس ومن التعليم الابتدائي.
فلا غرابة حين نسمع أحيانا بعض العبارات التي نشتم منها نوعا من القدحية والتقزيم أو الاستسهال لقيمة الأستاذ خصوصا أستاذ التعليم الأساسي، حتى من طرف المتعلمين، فمرارا نسمع من بعض الطلبة الجامعيين وهم يتكلمون عن بعض أساتذة التعليم العالي وكنوع من التبرير للتنقيص من قيمتهم العلمية بذكر أنهم كانوا مجرد معلمين فأصبحوا أساتذة جامعيين!
فمن هو محمد عابد الجابري الذي صنف في خانة الفكر والعلم، وأثرى خزانتنا المغربية والعربية بالكثير من إبداعاته الفكرية في مجالات شتى كالفلسفة وعلم الاجتماع وأصول الدين وغيرها، إلا معلم للابتدائي في الأساس، والأمثلة غيره كثيرة لا حصر لها ولا عد. فأهون على أستاذ جامعي أن يفسر لطلبته أصعب النظريات لشباب واع في مقتبل العمر، من تفسير نفس الأستاذ الجامعي أبسط درس لتلاميذ بالتعليم الأساسي. وجدير بوزارة التربية والتعليم وفي إطار التغيير والتجديد لضخ دماء جديدة في منظومة التعليم القيام بكذا تجارب لتغيير الروتين المتكلس في حياة الأساتذة والطلبة والتلاميذ وخوض غمار تجربة ليوم واحد فقط في السنة مثل هاته وهي تغيير المهام وتبادلها بين أساتذة جميع المستويات، مع أن الكثير من الأساتذة بالتعليم الابتدائي حاصلين على شهادات عليا ولو أنها ليست ضرورية هنا، فالتجربة تكفي لخوض غمار فكرة مجنونة وجميلة ومثيرة كهذه ولما لا!
وحري بأستاذ جامعي أن يدرس ما دون مستوى الطلبة الجامعيين بكل بساطة ويسر حسب فكرة الكثيرين، بل الأمر على العكس تماما، فمن اليسر على أستاذ جامعي أو ثانوي أو إعدادي شرح نظريات معقدة الفهم أو أصعب المعادلات الرياضية أو دروس في موضوع التوالد البشري أو الحيواني، ومن العسر بما كان شرح أبسط الدروس المقررة لتلميذ صغير، فكلما صغر سن المتلقي كلما ازدادت صعوبة التلقين، فيمكن لأستاذ جامعي أن يشرح بكل يسر لطلبته مادة “ديناميات البنيات الاجتماعية التقليدية” أو مادة “الأنثروبولوجيا” أو مادة “سوسيولوجيا التربية” أو “علم الاجتماع الحضري” وغيرها من مواد السوسيولوجيا فيستوعبها الطلبة على أن يشرح لهم من أبسط دروس التربية الإسلامية للمستوى الثالث مثلا: “موجبات الغسل” أو درس “الصوم وشروطه” والذي يتلخص فحواه في جملة واحدة بسيطة بالنسبة لنا لكن ليس بالنسبة لهم وهي : «الصوم هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس».
ولشرح أي درس لابد من تفكيك مفاهيمه وتبسيطها، وشرح الألفاظ لغويا واصطلاحا، فيمكن للأستاذ شرح شهوة البطن، لكن كيف يمكن شرح شهوة الفرج من طلوع الشمس إلى مغيبها لأطفال لا تتجاوز أعمارهم التسع سنوات!؟
فمهما كانت شواهدك أو مستواك العلمي ستقف معقود اللسان في مثل هذا الدرس، وغيره من الدروس الكثيرة التي يجد الأستاذ نفسه أثناء شرحها عاجزا أمام التلاميذ. وغالبا ما أسمع من بعض الزميلات في المهنة أنهن يكتفين بكتابة بعض الدروس على السبورة طالبة من التلاميذ نقلها على كراريسهم دون شرح أو توضيح!
في سنوات التسعينات وفي بداية عهدي بمهنة التدريس، كنا نجتمع على شكل فرق تربوية مكونة من كل مستوى من مستويات التعليم الأساسي على حدى، نتناقش فيما بيننا وندون بعض الصعوبات التي تعترضنا أثناء التدريس، أو بعض الهفوات والأخطاء في المقررات المدرسية، وندون الحلول والمقترحات التي نراها ملائمة لتجاوز تلك الصعوبات، وكان مثل هذا اليوم فرصة لنا للخروج من الروتين اليومي وفسحة للعمل بدون ضجيج التلاميذ. وفرصة أيضا للاجتماع والالتقاء بباقي الزميلات والزملاء من الفرعيات الأخرى حيث نجتمع بالمدرسة المركزية، لأنني كنت أعمل بمجموعة مدرسية بالمجال القروي، لكن بعد مدة ليست بالكثيرة اندثر هذا النوع من الاجتماعات، فلم تعد لا فرق تربوية ولا الفرصة للوقوف على الأخطاء في بعض التمارين في مقرر التلميذ، ولم يعد هناك اعتبار لملاحظات الأستاذ الذي هو في اتصال مباشر مع التلميذ بواسطة المقرر الوزاري.
ولم يعد المجلس الأعلى للتعليم يستفيد من هذه الملاحظات ولا المفتشين الذين يقررون في المناهج ومواد التدريس. ولم تعد الحاجة لذلك الأستاذ ليبدي ملاحظاته على المقرر الوزاري المنزَّل، وانعدمت الفسح التربوية! وانعدمت أيضا الفسح من أجل الأنشطة الموازية! ولم يعد إلا التدريس والإلقاء اليومي الجاف الذي لا حياة فيه، لدروس على أطفال كلهم حياة ونزق وصخب!!

The post حكاية انعتاق طالبة أستاذة من الجنون للكاتبة والأديبة ماجدة غرابو [ فلنقم ونوف الأساتذة التبجيلا…فقد كادوا أن يكونوا رسلا ] appeared first on الرباط نيوز.

Post a Comment

أحدث أقدم