“كفاح الدشيرة الكروي ” فريق أولمبيك الدشيرة يكتب تاريخاً جديداً بالصعود إلى الأضواء!

أكادير : رشيد فاسح. 

كثيرا يتسالون من هي الدشيرة؟ وأين توجد وماذا تكون؟ 

لطالما ارتبط إسم”الدشيرة” في الذاكرة الوطنية المغربية بمعركة تاريخية مجيدة، وقعت في 13 يناير 1958، حيث سطر المقاومون المغاربة أروع ملاحم الصمود في مواجهة الاحتلال الأجنبي الفرنسي والاسباني بالصحراء المغربية. 

واليوم، وبعد عقود من تلك الملحمة الوطنية، يُضاف إلى سجل الدشيرة اسم كفاح و “معركة” أخرى، ولكن هذه المرة في المستطيل الأخضر، حيث خاض أولمبيك الدشيرة “معارك وكفاحات كروية” شرسة تُوجت بانتصار عظيم وصعود تاريخي إلى الدوري المغربي الممتاز للبطولة الإحترافية. 

من ميدان المقاومة إلى عشب الصعود: إرادة لا تُقهر،

 تجسد “معركة الدشيرة الكروية” ذات الروح التي ميزت المقاومين الأوائل في الدشيرة. هي قصة إرادة لا تُقهر، وتصميم على تحقيق الهدف رغم التحديات. فبعد أن شهدت جهة سوس ماسة محاولات كثيرة من فرق عريقة مثل: رجاء أكادير في التسعينات ، شباب هوارة، واتحاد آيت ملول في الألفية الثالثة في محاولات متتالية للصعود من القسم الوطني الثاني، والتي لم تُكلل بالنجاح. 

هذا الموسم، جاء الدور على أولمبيك الدشيرة ليُعلي راية الإنجاز الرياضي السوسي.

فلم يكن طريق الصعود مفروشًا بالورود. بل كان “معركة وكفاحا حقيقيا” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تطلب سهرًا وصبرًا وتفانيًا، قل نظيره من قبل كل مكونات النادي:

 المكتب المسير: الذي قاد هذه “الكفاح بصيغة رياضية ” 

من خلال أبناء مدينة الشيرة جنوب اكادير التي تنتمي لعمالة انزكان ايت ملول، بكثافة سكانية تبلغ 125 الف نسمة، و من خلال الاب الروحي للفريق والرئيس الشرفي الحاج محمد افلاح، الذي قدم الغالي والنفيس من أجل أن يعيش هذه اللحظة التاريخية، والرئيس المنتدب الفاعل الاقتصادي السوسي، اسماعيل الزيتوني، وباقي أعضاء المكتب المسير الذين قادوا هذه الملحمة بغيرة وبحنكة استراتيجية، وواجهوا تحديات مالية وإدارية، لكنهم أصروا على المضي قدمًا، متسلحين بكفاح معركة الدشيرة الكروية، بقدرة الفريق على تحقيق الحلم الذي طاردوه ليل نهار مند ازيد من عشر سنوات . لقد كانت إدارتهم الرشيدة هي القلب النابض الذي ضخ الحياة في شرايين النادي، غير مكترثين بالانتقادات والشكوك الغوغائية التي تزرع الشوك عوض الورود. 

دور الطاقم الفني بقيادة المدرب الحاج هشام اللويسي واللاعبون: كانوا هم “المقاتلين” في أرض الميدان. بروح قتالية عالية وإصرار لا يلين، قدموا مستويات مميزة طوال الموسم، وتجاوزوا العثرات، ليُسجلوا ثلاثية نظيفة في المباراة الحاسمة ضد شباب السوالم بملعب برشيد، ثلاثية قادتهم إلى “النصر” وصعدت بهم إلى دوري الأضواء.

الجماهير الوفية: كانت هي “المدد” و”السند” الذي لا ينضب. بحضورها وتشجيعها المتواصل، حولت المدرجات إلى قلاع دعم، ودفعت باللاعبين نحو تحقيق هذا الإنجاز التاريخي الذي سيظل محفورًا في ذاكرة المدينة والجهة.

الدشيرة في الأضواء: إضافة نوعية للكرة السوسية. 

صعود أولمبيك الدشيرة ليس مجرد إنجاز لنادٍ رياضي، بل هو إضافة نوعية وحيوية لجهة سوس ماسة في خريطة كرة القدم الوطنية. فبعد أن كانت حسنية أكادير الممثل الوحيد للجهة في الدوري الممتاز، سيعزز أولمبيك الدشيرة هذا التمثيل، مما يفتح آفاقًا جديدة للمواهب الكروية المحلية ويعزز التنافسية الرياضية في المنطقة.

 

هذا “النصر الكروي” يعكس مدى الشغف بكرة القدم في الدشيرة، ويؤكد أن الإصرار والعزيمة، المستلهمة ربما من تاريخها النضالي المجيد، يمكن أن تقود إلى تحقيق أعظم الإنجازات في مختلف الميادين.

من كفاح الصعود إلى كفاح البقاء. 

ليس بالهين ما ينتظر المكتب المسير لتعزيز هذه الصحوة الكروية الملهمة، خصوصا متطلبات القسم الممتاز للبطولة الاحترافية، من مصاريف واكرهات وانتدابات، ورؤية للعب أدوار طلائعية، ولو أن الدشيرة هي منبث المواهب، التي صالت وجالت في الملاعب المغربية والأفريقية، ولاخوف عليها لأنها بين أيادي تعرف الكرة، وتفهم في الكرة وتغار على المنطقة.

تهانينا القلبية لأولمبيك الدشيرة، لاعبين، طاقمًا، إدارة، وجماهير، على هذا الصعود المستحق. فلقد انتصرتم في “معركة الدشيرة الكروية” بامتياز، وكتبتم صفحة جديدة في سجل أمجاد المدينة الفنية والثقافية الامازيغية.

 

The post “كفاح الدشيرة الكروي ” فريق أولمبيك الدشيرة يكتب تاريخاً جديداً بالصعود إلى الأضواء! first appeared on صباح أكادير.

Post a Comment

أحدث أقدم