مبارك شلح المدير الإقليمي للتعليم بأسا الزاك يتحدث لكلميم بريس عن مجريات الدخول المدرسي الحالي بالإقليم “حوار”

مبارك شلح المدير الإقليمي للتعليم بأسا الزاك يتحدث لكلميم بريس عن مجريات الدخول المدرسي الحالي بالإقليم “حوار” https://ift.tt/QLiyJZN

في إطار مواكبتها للدخول المدرسي للموسم الحالي 2025.2026 ومستجداتخه دشنت  جريدة كلميم بريس الإلكترونية حوارات مع المديريات الإقليمية الأربع بجهة كلميم واد نون لوضع متتبعيها و ساكنة الجهة في صورة  مجريات الدخول المدرسي الجديد و مستجداته عبر طرح ثلاث أسئلة للمسؤولين الإقليميين عن التعليم بالجهة. والحلقة الأولى مع المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الـولي والرياضة بإقليم أسا الزاك السيد ميلرك شلح.

جريدة كلميم بريس: كيف تسير عملية افتتاح الموسم الدراسي الجديد 2025/2026 في ما يخص التحاق الإدارة التربوية والإجراءات المصاحبة له؟

السيد المدير الإقليمي لأسا الزاك:  في ما يتعلق بسؤالكم الأول حول كيفية سير عملية الدخول المدرسي الجديد 2025-2026، فإننا نؤكد أن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بأسا الزاك قد عملت على تدبير هذه المرحلة وفق ما نصت عليه المذكرات والمراسلات الوزارية المؤطرة للدخول المدرسي، وفي مقدمتها المقرر الوزاري رقم 051.25 الصادر بتاريخ 3 يوليوز 2025 بشأن تنظيم السنة الدراسية 2025-2026، والذي يشكل الإطار المرجعي الأساس لتحديد مختلف العمليات الإدارية والبيداغوجية والتواصلية المرتبطة بانطلاق الموسم الدراسي.

لقد التزمت المديرية الإقليمية، انسجاما مع هذا الإطار التنظيمي، بضبط المراحل الأساسية للدخول المدرسي، حيث تم توقيع محاضر الدخول من طرف هيئات الإدارة التربوية والأطر التعليمية يوم الإثنين 1 شتنبر 2025، كما تمت مباشرة عمليات الاستقبال وتوزيع جداول الحصص وتعبئة الطاقم الإداري والتربوي وفق ما يضمن انطلاقة منتظمة ومنسجمة مع المقتضيات القانونية والتنظيمية. كما رُوعي في هذه المرحلة التدرج الذي نصت عليه المراسلات الوزارية بخصوص التحاق التلميذات والتلاميذ بمختلف الأسلاك الدراسية، حيث انطلقت عملية استقبال التلميذات والتلاميذ بشكل تدريجي ابتداء من يوم 2 شتنبر بالنسبة للمستويات الأولى في التعليم الابتدائي والإعدادي، لتتوسع العملية في الأيام الموالية، على أن تنطلق الدراسة الفعلية الموحدة يوم الإثنين 8 شتنبر 2025.

إلى جانب هذه الجوانب التنظيمية الصارمة، أولت المديرية أهمية قصوى لتفعيل المخطط التواصلي الإقليمي، باعتباره رافعة أساسية للتعبئة الجماعية وضمان الانخراط الواسع لكافة الشركاء، من أطر إدارية وتربوية ومفتشين ومستشاري التوجيه وممثلي النقابات الأكثر تمثيلية، وذلك من خلال عقد سلسلة من الاجتماعات التنسيقية منذ فاتح شتنبر 2025. وقد مكنت هذه اللقاءات من توحيد الرؤى وتنسيق الجهود، بما يترجم فعليا فلسفة المدرسة المنفتحة القائمة على التشاور والعمل التشاركي.

إن عملية الدخول المدرسي لهذه السنة تتميز، إضافة إلى ذلك، بارتباطها المباشر بتنزيل خارطة الطريق 2022-2026، إذ وضعت المديرية الإقليمية في صلب أولوياتها ضمان استمرارية مشاريع الإصلاح الكبرى، خاصة ما يتعلق بتأهيل البنية التحتية، وتجويد ظروف استقبال التلميذات والتلاميذ، وتعبئة الموارد البشرية وفق مقاربة تضمن الاستقرار البيداغوجي والإداري، فضلا عن مواكبة مشروع مؤسسات الريادة باعتباره إحدى الدعائم المحورية لتجويد التعلمات الأساس وتحقيق مدرسة الإنصاف والجودة.

وعلى غرار ما يوليه السيد عامل إقليم أسا الزاك من عناية خاصة لقطاع التربية والتكوين، فقد بادر مشكوراً إلى عقد لقاء تنسيقي معنا بمناسبة الدخول المدرسي الحالي، خصص لتدارس مختلف الإكراهات والصعوبات التي قد تعترض السير العادي للعملية التربوية، حيث أسهم بتدخله في تذليل العديد من الصعاب وتيسير الشروط المواتية لانطلاقة سلسة وناجحة. كما لا يفوتنا أن ننوه بالدور الفعال للسيد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الذي واكب عن قرب مختلف مراحل الإعداد والتنزيل، مما يعكس حرص القيادة التربوية على ضمان شروط النجاح للموسم الدراسي الجديد.

وعليه، يمكن القول إن الدخول المدرسي 2025-2026 بالإقليم يسير وفق رؤية متكاملة تجمع بين احترام المقتضيات التنظيمية الوطنية الصادرة عن الوزارة، والانفتاح على المقاربة التشاركية في تدبير الشأن التربوي محليا، مع الحرص على أن يشكل هذا الموسم محطة نوعية لتعزيز المكتسبات وتجويد الممارسات، انسجاما مع الأهداف الوطنية المعلنة في إطار خارطة الطريق الإصلاحية.

كلميم بريس:  ماهي مستجدات الدخول الدراسي الجديد وماهي التدابير المتخدة لتنزيلها إن كانت ؟  و بما يتميز عن المواسيم السابقة ؟

السيد المدير: في ما يتعلق بمستجدات الدخول المدرسي الجديد 2025-2026 والتدابير المتخذة لتنزيلها، فإننا نؤكد أن هذا الموسم الدراسي يأتي في سياق خاص يتسم بمواصلة تفعيل الإصلاحات الجوهرية التي أقرتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في إطار خارطة الطريق 2022-2026، والتي تعد مرجعا استراتيجيا يروم إرساء مدرسة ذات جودة ترتكز على مبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص والارتقاء بالمكتسبات.

أبرز ما يميز هذا الدخول المدرسي عن المواسم السابقة هو انتقاله من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التعميم والتسريع في تنزيل المشاريع المندمجة، حيث تم تعميم “مؤسسات الريادة” لتشمل كل مؤسسات التعليم الابتدائي والإعدادي، بما يعزز انتشار مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب (TaRL) واعتماد آليات التعليم الفعال (EE) باعتبارهما رافعتين أساسيتين لتحسين جودة التعلمات الأساس. وفي هذا الإطار، تم تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأطر التربوية على صعيد المديرية، قصد تجويد الممارسة الصفية وتعزيز قدراتها المهنية.

كما يتميز الموسم الحالي بمواصلة تنزيل مشروع التعدد اللغوي، من خلال التعميم التدريجي للغة الأمازيغية في التعليم الابتدائي، وتوسيع تدريس اللغة الإنجليزية على مستوى الثانوي الإعدادي، انسجاما مع التوجهات الوزارية الرامية إلى تعزيز الكفايات اللغوية للمتعلمات والمتعلمين. وإلى جانب ذلك، تم التركيز على مشروع المؤسسة المندمج، باعتباره الآلية المحورية لترجمة الأهداف الإصلاحية إلى مشاريع عملية قائمة على عقود نجاعة الأداء، مع اعتماد مؤشرات دقيقة لتتبع التنفيذ وضمان الفعالية.

وعلى مستوى آخر، عرف هذا الدخول المدرسي تعزيزا للتدابير الداعمة للإنصاف، عبر تقوية برامج الدعم الاجتماعي، وتوسيع العرض التربوي الموجه للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة، وكذا توسيع برامج “الفرصة الثانية” بما يتيح إدماج التلاميذ المنقطعين عن الدراسة. كما تم اعتماد مقاربة استباقية لمواجهة ظاهرة الهدر المدرسي من خلال تفعيل آليات اليقظة المبكرة، وضبط وتتبع مؤشرات الغياب والتسرب المدرسي.

وعليه، فإن المستجدات المسجلة خلال هذا الموسم الدراسي لا تنفصل عن الأهداف الوطنية المسطرة في خارطة الطريق، وإنما تشكل تجسيدا متدرجا لها على مستوى الممارسة الميدانية، بما يجعل الدخول المدرسي 2025-2026 موسما نوعيا يختلف عن سابقه بكونه يكرس مبدأ الانتقال من مرحلة التجريب إلى مرحلة التعميم، ومن المقاربة العمومية إلى المقاربة المندمجة، في سبيل بناء مدرسة الجودة والإنصاف.

كلميم بريس: ما هي أولويات المديرية الٌإقليمية لتنزيل مشروع مؤسسات الريادة لتحقيق النسبة المعلن عنها نهاية الموسم الماضي؟

السيد المدير: في ما يخص السؤال الثالث المرتبط بأولويات المديرية الإقليمية لتنزيل مشروع مؤسسات الريادة وتحقيق النسبة المعلن عنها نهاية الموسم الماضي، فإن المديرية قد وضعت رؤية متكاملة تستند إلى التوجيهات الوزارية ومقتضيات خارطة الطريق 2022-2026، وتقوم على ثلاثة محاور كبرى مترابطة: التأهيل البيداغوجي، والتعبئة المؤسساتية، والارتقاء بالبيئة المدرسية.

فعلى مستوى التأهيل البيداغوجي، انخرطت المديرية الإقليمية في برنامج الدورات التكوينية لفائدة الأطر التربوية العاملة بالمؤسسات المنخرطة في المشروع، خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 4 شتنبر 2025، بهدف تعزيز قدراتها المهنية في مجال اعتماد مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب (TaRL) ومقاربة التعليم الفعال (EE). وهذه التكوينات لا تقتصر على نقل آليات بيداغوجية جديدة، بل تسعى إلى إحداث تحول نوعي في الممارسات الصفية، بما يضمن تحسين التعلمات الأساس ويقوي مردودية المدرسة العمومية.

أما على مستوى التعبئة المؤسساتية، فقد حرصت المديرية على إرساء دينامية جماعية، من خلال الاجتماعات التنسيقية التي جمعت مختلف الفاعلين التربويين والإداريين، بما فيهم مديرو المؤسسات التعليمية، والمفتشون، ومستشارو التوجيه، وممثلو النقابات الأكثر تمثيلية، تم سيليهم اجتماع مع جمعيات اباء وامهات واولياء أمور التلاميذ. وهذه اللقاءات لم تكن مجرد محطات إخبارية، بل فضاءات للحوار وتوحيد الرؤى، قصد ضمان التزام جماعي يترجم المشروع من خيار وزاري إلى ممارسة يومية داخل الفصول الدراسية.

وفي ما يخص الارتقاء بالبيئة المدرسية، فقد وضعت المديرية ضمن أولوياتها تأهيل البنيات التحتية للمؤسسات المستفيدة من المشروع، وضمان ظروف استقبال ملائمة للتلميذات والتلاميذ، فضلا عن تفعيل الدعم الاجتماعي بمختلف أشكاله كوسيلة للحد من الهدر المدرسي وضمان استدامة التمدرس. كما تم إدراج مؤشرات دقيقة لتتبع الأثر البيداغوجي والتنظيمي للمشروع، انسجاماً مع عقود نجاعة الأداء المعتمدة على المستوى الوطني.

إن رهان المديرية الإقليمية يتمثل في بلوغ النسبة المعلن عنها في نهاية الموسم الماضي، وذلك عبر تعميم المؤسسات المنخرطة في مشروع الريادة، وضمان استمرارية التكوين والمواكبة، واعتماد آليات تقييم دورية تقيس مدى تحقق الأهداف وتتيح التدارك في حينه. وبذلك، لا ينحصر المشروع في كونه مبادرة تجريبية، بل يتحول إلى رافعة استراتيجية لتحقيق مدرسة الجودة، وفق منظور يجعل من كل مؤسسة تعليمية فضاء للإنصاف، والتميز، والإبداع.

وعليه فإن الدخول المدرسي 2025-2026 يشكل محطة نوعية بالإقليم، يتسم بانطلاقة منظمة وفق المقتضيات القانونية، وبمستجدات إصلاحية واعدة، وبأولويات عملية لترسيخ مشروع مؤسسات الريادة بما يعزز مدرسة الجودة والإنصاف.

The post مبارك شلح المدير الإقليمي للتعليم بأسا الزاك يتحدث لكلميم بريس عن مجريات الدخول المدرسي الحالي بالإقليم “حوار” appeared first on جريدة كلميم بريس.

Post a Comment

أحدث أقدم