عبدالمجيد بلحاج.. رجل الابتسامة والمواقف الرجولية

بقلم : محمد غفغوف

في مدينة فاس، حيث الأزقة العتيقة تحكي تاريخاً ممتداً، يبرز اسم الحاج عبدالمجيد بلحاج كأحد الوجوه السياسية والجمعوية البارزة، رجل يجمع بين هدوء الحكماء واندفاع الفاعلين الميدانيين، لم يكن يومًا مجرد مستشار داخل مقاطعة المرينيين أو عضوًا في اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، بل كان وما زال شخصية ميدانية، تحضر أينما احتاج الناس إلى صوت نقي، بعيد عن الحزبية الضيقة.

وحين تتجول في أحياء فاس، ستجد من يذكّرك باسمه، سواء في جلسات النقاش السياسي أو في مبادرات المجتمع المدني، في مقاطعة المرينيين، حيث يُعرف الجميع تقريبًا، يجلس بين الناس، يستمع أكثر مما يتكلم، ويبتسم أكثر مما يعبس، السياسة عنده ليست مجرد مقاعد ولجان، بل التزام أخلاقي وقضية يومية.

هو من أولئك الذين يجسدون فكرة أن العمل السياسي لا ينفصل عن الفعل الاجتماعي، فدوره الجمعوي لا يقل أهمية عن نشاطه السياسي، في الحقل المدني، تجده واقفًا خلف المبادرات الثقافية والفنية والتربوية، يشجع ويدعم بعيدًا عن الحسابات الانتخابية الضيقة.

وكما يُقال إن الأصول الصحراوية تترك بصمة واضحة في شخصية الإنسان، وعبدالمجيد بلحاج ليس استثناءً، رجل يحفظ العهد، سريع النكتة، متواضع في تعامله، قوي في مواقفه، صلابته لم تأتِ من فراغ، بل من مخزون أخلاقي قوامه الوفاء والشهامة والانفتاح على الجميع.

بين السياسة والعمل الجمعوي، بين الابتسامة والمواقف الرجولية، يظل عبدالمجيد بلحاج نموذجًا لرجل الزمن الجميل، ذاك الذي لا تغيره المقاعد ولا تعصف به تقلبات السياسة، هو ببساطة ابن فاس، ابن المرينيين، ورجل الميدان الذي لا يغيب.

Post a Comment

أحدث أقدم