من أكادير تبدأ الحملة: حموشي يعلن “صفر تسامح” مع الجريمة!

المغرب 360 : محمد غفغوف

في تحرك نوعي يعكس التوجه الأمني المتجدد للمغرب، أطلق عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، من مدينة أكادير، استراتيجية أمنية شاملة ومشددة، قائمة على مبدأ “لا تسامح” في وجه الجريمة بمختلف أشكالها.

ويأتي هذا القرار الحازم في سياق دينامية جديدة تعيشها مدينة أكادير، باعتبارها قطبًا اقتصاديًا وسياحيًا صاعدًا، ما فرض استجابة أمنية تتماشى مع تطلعات الساكنة المحلية المتزايدة إلى الأمن والطمأنينة، خاصة في ظل ما يشهده المحيط الإقليمي والدولي من تحديات أمنية معقدة ومتزايدة.

الاستراتيجية الجديدة لا تقتصر على التصريحات، بل تنبني على تدخلات ميدانية دقيقة، عبر حملات أمنية موسعة ومستمرة، تستهدف بشكل مباشر البؤر الإجرامية، مع تركيز خاص على جرائم المخدرات، السرقات، العنف، والتشرميل، إلى جانب ملاحقة المطلوبين للعدالة.

وتعتمد الخطة كذلك على رفع وتيرة الحضور الأمني، خاصة في الأحياء والمناطق المصنفة بالحساسة، من خلال تعزيز التدخلات الاستباقية واستخدام أحدث التقنيات في التتبع والرصد، بهدف منع الجريمة قبل وقوعها.

وحسب مصادر ميدانية، فإن حموشي شدد شخصيًا على ضرورة تنفيذ هذه الخطة بأعلى درجات الفعالية والانضباط، موجهًا تعليمات مباشرة للوحدات الأمنية بالتعامل الصارم والحاسم مع كل مظهر من مظاهر الانحراف والإجرام، في إطار من الحزم المهني والمسؤولية.

وتُعد أكادير نقطة الانطلاق نحو تعميم هذه المقاربة الأمنية على باقي المدن المغربية، ضمن مشروع متكامل لبناء نموذج أمني عصري، يجمع بين الصرامة والقرب من المواطن، ويرتكز على الاستباق بدل رد الفعل، وعلى حماية الحقوق ضمن دولة القانون.

بهذه المبادرة، يوجه المغرب رسالة واضحة إلى كل من يحاول تهديد أمن المواطنين: زمن التراخي قد انتهى، والحزم في مواجهة الجريمة صار خيارًا مؤسساتيًا لا رجعة فيه.

Post a Comment

أحدث أقدم