فاس… حين تلبس الرياضة أبهى ألوان الوطن

القسم الرياضي : محمد غفغوف

في لحظةٍ يختلط فيها النبض الرياضي بالوجد الوطني، وفي زمن يزهر فيه المغرب بأمل شبابه، احتضنت مدينة فاس، يوم الأحد، الملتقى الوطني الأول لألعاب القوى، من تنظيم نادي الوفاق الرياضي الفاسي لألعاب القوى، تخليدًا للذكرى الثانية والعشرين لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، مناسبة وطنية غالية تحوّلت إلى احتفال رياضي راقٍ، كتبت فصوله على مضمار السعديين بأقدام الأبطال وإرادة الأمل.

أكثر من 300 عداء وعداءة، من مختلف الفئات العمرية، تقاطروا على العاصمة العلمية، لا بحثًا عن ميداليات فقط، بل احتفاءً بمغرب يتجدّد كل يوم بدماء شبابه، وبرياضة تُعاد إليها الروح لتغدو رافعة للتنمية، وجسرًا نحو الأفق.

خمس سباقات، خمس محطات زمنية، خاضها الصغار والكبار، الذكور والإناث، من البراعم إلى الكبار، في لوحة جسّدت عمق التنوع الرياضي، وصدق الانتماء، وشغف الممارسة النبيلة، بحضور جماهيري منح التظاهرة طعمًا آخر، فاسحًا المجال لتفاعل إنساني دافئ بين المتنافسين والمتفرجين.

ولأن لكل مبادرة روح، فقد كان لمصطفى الغريق، رئيس عصبة فاس بولمان، كلمته الحاسمة حين اعتبر أن الملتقى ليس سوى بداية لمسار جديد، عنوانه: فاس تستعيد ريادتها، مدينة 12 قرنا تعود إلى الحلبة، لا فقط بتاريخها العريق في أم الألعاب، بل برؤية طموحة قادرة على تحويل الرياضة إلى دينامية دائمة، وإشعاع قاري ودولي.

أما أسماء الغزاوي، البطلة العالمية السابقة، ونائبة رئيس نادي الوفاق الرياضي الفاسي، فرأت في هذا الحدث محطة تربوية قبل أن تكون تنافسية، تزرع الثقة في الأقدام الصغيرة، وتلقّن الأجيال معنى التحدي، والانضباط، والعزيمة، في ظل تخليد مناسبة ملكية تُجسد وحدة الوطن من شماله إلى جنوبه.

وهكذا، كتبت فاس أول سطر في صفحة رياضية جديدة، برمزية الذكرى، وبقوة التنظيم، وبأحلام الطفلات والفتية الذين ركضوا على الحلبة وكأنهم يركضون نحو المستقبل.

ملتقى كان فيه الوطن هو الفائز الأكبر، وكانت فيه فاس، كما كانت دائمًا، شاهدة على أن المجد الرياضي لا يُصنع في المكاتب، بل على الحلبات… بالعرق، والعزم، والانتماء.

Post a Comment

أحدث أقدم